بعد صبر طويل

تصنيع وترويج المخدرات في الدول العربية سياسة إيرانية تستخدم فيها كل الوسائل ويمكنك سؤال العراقيين عن ذلك، وحزب الشيطان في لبنان رأس حربة لتصدير هذه المواد القاتلة وليس هذا سرا بل هو معلن في الإعلام اللبناني نفسه. قرار السلطات السعودية إيقاف الواردات من الفواكه والخضراوات اللبنانية، كان قرارا منتظرا بل متأخرا لأن حالات الضبط المتعددة كانت خير شاهد على الاستهداف الممنهج وتراخي أو عدم قدرة الحكومة اللبنانية على إيقاف هذه الاستغلال لصبر السلطات السعودية الطويل، لكن السؤال هل هناك حكومة في لبنان تهمها مصلحة لبنان الوطنية؟ أم أنها مجرد ستار لسلطة أقوى تدير لبنان وتستغل أراضيه ومنافذه، وهل يمكن التعويل على تعهدات ليس هناك أسهل من إعلانها من قبل سلطة لا تحكم بل توفر واجهة سياسية ودبلوماسية لميليشيا إرهابية لتصدير الإرهابيين والجواسيس والمخدارت؟ الجواب أن هذا لايبدو له أمل في التحقق ولا ضئيلة، المخدارت واحدة من مصادر الدخل لميليشيا حزب الشيطان كما هي مصدر دخل للميليشيات الإيرانية في العراق واليمن وسورية كانت وما زالت محطة لتصدير المخدرات إلى الخليج والسعودية تحديدا، وهي الآن على الأرض تحت سلطة الملالي كما هو حال العراق، وسواء كانت المنتجات لبنانية أو غيرها فإن الواردات من تلك الدول تحتاج إلى تعامل خاص.
بعد اتخاذ هذا القرار الحازم والصريح، من المنتظر عدم التهاون بقبول تعهدات أو وساطات لا قيمة لها، فالسلطة في لبنان تغاضت بل سوغت تدخلات حزب الشيطان "اللبناني" بالميليشيات والسلاح في اليمن ليقصف المدنيين في بلادنا بالطائرات والصواريخ بإسناد من مواطنين لبنانيين ينتمون لهذا الحزب الشيطاني، هذه السلطة الكرتونية ستحاول إيجاد مخرج "دبلوماسي"، وإعلاميا سيتم التباكي على وضع اقتصاد لبنان وحالة المواطن اللبناني والعزف على وتر الأخوة و"العروبة" .
ولأن لبنان بلا سلطة وطنية تهتم بمصالح شعبه الحقيقية وتدافع عنها في داخل لبنان أمام تغول الميليشيا الإيرانية مع وجود جيش وقوى أمن وجمارك، فإن السلطة الفعلية التي يديرها حزب الشيطان ستستمر في استغلال شكل الدولة اللبنانية لتهريب المخدرات في بضائع أخرى غير الفواكه والخضراوات،
إن من الضرورة بمكان التشديد والتدقيق في احتمالات استغلال دول أخرى مجاورة لتصدير هذه المنتجات "اللبنانية" بتزوير شهادات المنشأ، ولاشك أن هناك من الوسطاء من سيحاول الاستفادة فكما هناك أثرياء حروب هناك أثرياء مخدرات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي