ليالي رمضان والكورونا

هذا هو ثاني رمضان يمر وشبح كورونا يخيم علينا في وتيرة متصاعدة لأعداد الإصابات وتهاون الناس في تطبيق الإجراءات الاحترازية، العام الماضي في مثل هذه الأيام كان الحظر الجزئي قد تم تطبيقه كأحد الإجراءات المتخذة للسيطرة على تفشي الوباء والتاريخ اليوم يعيد نفسه بالنسبة لمفهوم الوعي، فالوعي المجتمعي لخطورة كورونا يتذبذب ما بين مد وجزر. ولعل الكثيرين يلاحظون أن ارتفاع أعداد الإصابات يسبب هلعا ما يدفع بالناس للتقيد بالإجراءات الاحترازية، ثم حين يبدأ المؤشر في الانخفاض يشعر الناس بالأريحية فيبدؤون في التهاون بتطبيق الإجراءات " فترجع ريما لعادتها القديمة". نعرف جميعا أن ليالي رمضان الروحانية تشيع البهجة والأنس في النفوس وتحرك شجن القلوب للتواصل واللقاء واللمة مع الأهل والجيران والأصدقاء، وهذا أمر جميل لكن الأمر الذي يدعو للقلق أنه في ظل ظروف كورونا فإن كل تواصل ولقاء سيكون ثمنه فادحا خصوصا حين يكون العدد كبيرا ولا أبالغ حين أقول: إن الكثير من الأسر السعودية حين يجتمع أفرادها من بنات وأبناء وأطفال في بيت الجد والجدة فإن أعدادهم قد تفوق الـ30 على أقل تقدير، من غير المعقول المخاطرة بأرواح كل هؤلاء من أجل قضاء سهرة رمضانية جميلة، كل الأشياء في هذه الحياة يمكن تعويضها إلا إحساسك بالندم على رحيل شخص عزيز عليك كنت أنت سببا مباشرا في إصابته بالمرض بلامبالاتك واستخفافك بخطر هذه الجائحة التي نعيشه.
حتى إن فاتك الاستمتاع بلمة الأهل في ليالي رمضان، فلا تحزن فالأيام أمامك - بإذن الله - "والدنيا ما راح تطير" وستعوض كل ذلك حين يرحل هذا الوباء إلى غير رجعة بقدرة الله وتوكلنا عليه ثم بتكاتف جهودنا مع جهود حكومتنا ممثلة في وزارة الصحة بكافة منسوبيها، كل ما هو مطلوب منك عزيزي المتهاون بأمر كورونا هو:
_ عدم تهييجك مشاعر الآخرين بتصويرك لمة أهلك وإخوانك وأصدقائك، فإن كنت "شين وقوي عين" فلا تحمل وزر غيرك باقتدائهم بك وتثبيط همتهم في حفاظهم على عدم اختلاطهم بأحبتهم.
_ "غبقة رمضان" ليست سنة ولا واجبا لا يكتمل صومك إلا بها، فيا ليت وزارة التجارة تعد المتفاخرين "بغبقاتهم" الرمضانية المصورين لتفاصيلها من المحرضين على كسر قواعد الإجراءات الاحترازية خصوصا حين تتجاوز الأعداد الحد المسموح به.
وخزةلا تجامل أحدا في صحتك.. حتى لو دعاك إلى "غبقة رمضانية"!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي