default Author

سياسات العمل لتعاف أكثر عدالة «2 من 2»

|
حول تحقيق التوازن السليم تشير تحليلاتنا إلى الأهمية القصوى لما يمكن أن تقوم به السياسات الملائمة للحد من الآثار الاقتصادية الغائرة، والآثار غير المتكافئة بين مختلف فئات العمالة. ففي غياب إجراءات لدعم سوق العمل "سيناريو عدم وجود سياسات"، من شأن وقوع صدمة اقتصادية ناجمة عن جائحة تلحق الضرر بالمهن على نحو غير متماثل، أن يؤدي إلى ارتفاع هائل وسريع في معدل البطالة وإجراء تعديلات شديدة مع تحسن الأوضاع الاقتصادية بالتدريج.
أما إذا تمت الاستعانة بدعم الحفاظ على الوظائف وإعادة توزيع العمالة ضمن حزمة من التدابير، فسيكون أثر الصدمة أقل وطأة على التوظيف، وتتمكن العمالة والشركات من التكيف على نحو أسرع. وهذا المزيج من الدعم على مستوى السياسات سيفيد أيضا العمالة الأقل مهارة بدرجة أكبر، حيث تعاني غالبا بدرجة أكبر من آثار الجائحة الأشد وطأة على الأعمال كثيفة المخالطة لكنها أقل إنتاجية. ومن شأن إجراءات الحفاظ على الوظائف، "مثل: برامج ساعات العمل المخفضة، كبرنامج Kurzarbeit المعمول به في ألمانيا- وإعانات دعم الأجور كبرنامج حماية الأجور الجديد في الولايات المتحدة"، أن تسهم في المحافظة على الوظائف في مواجهة الصدمة الأولية الناجمة عن الجائحة، عندما تكون مستويات التباعد الاجتماعي مرتفعة، ما يخفض معدل البطالة بنحو 4,5 نقطة مئوية عن المستوى الذي كان ليبلغه دون مثل هذا الدعم. ومع انحسار الجائحة، من شأن سياسات إعادة توزيع العمالة - مثل حوافز بدء مشاريع جديدة وتعيين العمالة، والمساعدة على تيسير التوافق بين مهارات العمالة واحتياجات الوظائف الجديدة، وبرامج التدريب "إعادة التدريب"، أن تسهم في التخفيف من حدة التكيف مع الآثار الدائمة للجائحة على هيكل التوظيف. ومن الممكن أيضا تسريع وتيرة التعافي بتوجيه بعض الإجراءات على مستوى السياسات نحو فئات السكان الأشد تأثرا "كالشباب".
وسيتعين على صناع السياسات توخي الدقة عند مراعاة مسار الجائحة "بما في ذلك حالات الإصابة والوفيات، ودرجة تنفيذ إجراءات التباعد، ونشر اللقاحات" عند اتخاذ القرار بشأن قدرة الاقتصاد على تحمل الانتقال من إجراءات تدعم أساسا الوظائف الحالية إلى سياسات تهدف إلى تعجيل انتقال العمالة إلى القطاعات والمهن الآخذة في النمو. ومن شأن التوازن السليم في اختيار السياسات أن يحد من الآثار غير المتكافئة للجائحة على مختلف فئات العمال ويشجع سرعة تعافي سوق العمل. تستند هذه المعلومات إلى الفصل الثالث من تقرير "آفاق الاقتصاد العالمي" بعنوان: "حالات الركود والتعافي في أسواق العمل: أنماط وسياسات واستجابات لصدمة كوفيد - 19".
إنشرها