تشجير مستدام

لا أنسى كاريكاتيرا للرسام الشهير محمد الخنيفر نشر في جريدة الرياض أيام زمان، يصور حالة التصحر، وتوق الناس في بلادنا لظل شجرة عندما يتنزهون، يصور الرسم عددا من السيارات المحملة بالعائلات تتسابق في الصحراء للوصول أولا للشجرة الوحيدة الواقفة للفوز بظلالها. لكن رغم هذه الحاجة والضرورة إلا أن كثيرا من الناس لا يحترمون الشجرة في الصحراء ولا يتعاملون معها إلا للاستخدام مرة واحدة، إما بقطع وإما بجعلها مأوى للقذارة والنفايات.
مؤكد أن الوضع من ناحية الوعي تغير، لكن ليس للحد المطلوب، ما زال هناك من يتفنن في عكس السير البيئي، ما زال هناك من يقتل البيئة بالتحطيب أو بالتشويه، لكن الفارق الحاضر الواضح أن هناك إرادة سياسية قوية وطموحة للتغيير، يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لسعودية أكثر اخضرارا، بل وتتجاوزها لمنطقة الشرق الأوسط في نظرة عملية لترابط المنظومة البيئة في المنطقة والعالم وتأثر بعضها ببعض، ورقم عشرة مليارات شجرة طرحت سؤالا في "تويتر"، أفضل الحلول لتخفيف الغبار مع موجاته كل عام في هذه الشهور، واتفق الأغلبية على التشجير، فالقناعة موجودة والوعي في تطور وبقي أن نطبق كأفراد وجماعات ذلك على أرض الواقع بالحفاظ على ما هو موجود وحماية ما يتم إنجازه.
هناك نقاط مهمة يتركز أولها حول الماء، مبادرة لغرس عشرة مليارات شجرة خلال العقود المقبلة، تحتاج إلى كم هائل من المياه، أجاب وزير البيئة والزراعة والمياه عبدالرحمن الفضلي عن ذلك في المؤتمر الصحافي الدوري للتواصل الحكومي قائلا، إن المملكة اكتسبت خبرات جيدة في مجال حصاد الأمطار وإعادة استخدام المياه وتنمية مصادرالمياه، وأضاف الوزير أنه عندما نتحدث عن عشرة مليارات من الأشجار فهي ستخضع لدراسة جادة ومعمقة من أساتذة و مختصين، وكشف عن رقم يقدره البعض لأثر التدهور البيئي بـ90 مليار ريال.
لاشك أن الدراسة المعقمة ستتناول نوع الأشجار وتفضيل المحلي المناسب من مختلف النواحي والمتحمل منها لقسوة البيئة والجفاف، بحيث تطبق المبادرة باستراتيجية ومرجعية واحدة.
النقطة الثانية والأخيرة، تتمحور حول تحقيق الاستدامة لهذه المبادرة الحيوية والاستثنائية، الاستدامة لتقف وتستمر وتنمو، حتى تحقق الفائدة لنا و للأجيال القادمة بيئيا واجتماعيا واقتصاديا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي