90 % من محاولات تسجيل الدخول لمواقع إنترنت عبر برمجيات «بوت»

90 % من محاولات تسجيل الدخول لمواقع إنترنت عبر برمجيات «بوت»
مخاطر وتهديدات جديدة تواجه المستخدمين الأفراد في 2021.

تعد حماية خصوصية بيانات الفرد من أصعب التحديات في عام 2021، إذ ليس من السهل على كثير من الناس تعلم تقنيات جديدة لحماية خصوصيتهم، كما أن التكيف مع التغييرات المستمرة في المنتجات والخدمات يزيد الأمر تعقيدا، حتى إن كان المستخدمون على دراية بالتهديدات الأكثر شيوعا التي تتعرض لها بياناتهم الشخصية، مثل استخدام كلمات مرور غير آمنة، أو مشاركة كلمات المرور، وعدم تثبيت التحديثات الأمنية على أجهزتهم، إلا أن قائمة المخاطر التي تتهدد خصوصية البيانات لا تقتصر على ذلك.
لذلك استعرضت شركة F5 الجيل التالي من التهديدات الإلكترونية التي تستهدف بيانات المستخدمين وخصوصيتهم، وكشف ممدوح علام، المدير العام لدى الشركة في المملكة ومصر والبحرين، عن أبرز خمسة تهديدات لخصوصية المستخدمين يجب أخذها في الحسبان.
وعلى رأس هذه التهديدات يأتي تجريف البيانات Scraping، فعند تحميل البيانات إلى تطبيق عبر الإنترنت، قد يتوقع المستخدم أن تبقى هذه البيانات موجودة في مكانها إلا في حال قام شخص يعرفه بنسخها عمدا إلى مكان آخر، غير أن الواقع يشير إلى وجود آلاف المجموعات التي تبحث باستمرار عن إيجاد مثل هذه البيانات عبر الإنترنت، ولأسباب عديدة، تتفاوت ما بين الدوافع الحسنة والخبيثة، ولاحظت شركة F5 أن ما يزيد على 90 في المائة من جميع محاولات تسجيل الدخول إلى عديد من تطبيقات الويب الرئيسة، وعلى مدار الساعة، مصدرها برامج بوت الإنترنت الآلي التي تحاول السيطرة على الحسابات، كما تستخدم برامج بوت الويب الآلي أيضا لتجريف الصور من منصات التواصل الاجتماعي بهدف إنشاء مزيد من الحسابات المزيفة التي قد تلقى قبولا لمستخدمين آخرين، وإذا ما تبادر إلى ذهن المستخدم تساؤل عما إذا كانت هنالك حسابات مزيفة تستخدم صورته على منصات التواصل الاجتماعي، فإمكانك القيام بعملية بحث عكسي عن الصور والتحقق منها.
إلى جانب ذلك يأتي الوسم الجغرافي Geotagging كأحد أبرز التهديدات أيضا، فقد يغيب هذا الأمر عن ذهن كثيرين، إلا أن عديدا من الهواتف الذكية تحفظ وصفا ومعلومات تفصيلية حول الجهاز المستخدم والصور ضمن كل ملف JPEG بما في ذلك الإحداثيات الدقيقة لتحديد الموقع الجغرافي لمكان التقاط الصورة، وعند مشاركة ملفات JPEG مع آخرين، أو حتى تحميلها عبر الإنترنت، فإن المستخدم يقوم بمشاركة هذه التفاصيل كذلك، ومن الممكن أن تسهم في مشاركة تفصيلية لمسار تحركاته، وعلى الرغم من أن عديدا من المنصات الاجتماعية يحرص على إزالة هذه التفاصيل الشخصية عن الصور التي يتم تحميلها، يبقى الاحتمال قائما بوقوع خلل ما أو حدوث ثغرة في هذه المواقع، بما قد يترتب عليه إمكانية الوصول إلى هذه التفاصيل الدقيقة.
وبالارتباط بالصور، تأتي مخاطر الدقة العالية في التصوير كأحد التهديدات الكبيرة أيضا، حيث تتيح كاميرات التصوير الرقمية دقة متناهية للصور التي تلتقطها، إلا أن هذه الصور عالية الدقة يمكنها أن تكشف تفاصيل معلومات أكثر من اللازم، إذ من الممكن أن يتم استغلال هذه الصور عالية الدقة في التعرف على الأشخاص القريبين من مكان التقاط الصورة، حتى إن لم يظهروا فيها، بل من انعكاسات خيالاتهم في عيون الأشخاص الظاهرين في الصورة، كما يمكن التعرف على بعض التفاصيل الدقيقة، مثل إمكانية قراءة بعض النصوص من المستندات السرية التي قد يحملها شخص ما، أو حتى بصمات أصابع البعض، ولو من مسافة بعيدة نسبيا.
كما يمكن أن يتم تهديد خصوصية المستخدمين من خلال التنصت على طريقة فان إيك، وهو عبارة عن أسلوب يستخدم أدوات خاصة لتحليل الإشارات الإلكترومغناطيسية بقصد التنصت على الاتصالات، فأي شخص يتعامل مع بيانات حساسة للغاية يعرف تماما متطلبات العمل في غرف مغلقة ودون أي نوافذ، حيث لا يسمح بإدخال أي أجهزة مزودة بميكروفون، وذلك بسبب التقنيات التي تستخدم انبعاثات الراديو أو الميكروفون بهدف “رصد” شاشة الكمبيوتر المحمول.
وهنا عديد من الأنواع الأخرى من التهديدات الخطيرة كتهديدات الربط المتبادل، التي يمكن من خلال الربط بين مختلف أجزاء البيانات أن تكشف أكثر عن خصوصية المستخدم أكثر مما قد يخطر على باله أن تكشفه البيانات ذاتها، فإعطاء رقم هاتفه لمتجر الأدوية لقاء الاستفادة من بعض الخصومات قد يبدو أمرا مشروعا، إلا أنه في حال البحث عن هذا الرقم عبر قوائم شركات تسويق مستقلة، وربطها مع بعض القوائم الأخرى المسربة من مصادر أخرى، يمكن استخدامها للكشف عن مكان إقامته، والتعرف على مشكلاته الصحية، وجميع تحركاته، والأطراف التي تتواصل معها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويمكن أن يعاد بيع هذا الملف المتكامل حول هويته مرات ومرات.
وأشار علام، إلى أن الذكاء الاصطناعي وتقنيات الأتمتة المتاحة لعمليات الجرائم الإلكترونية وغيرها من الممارسات المشبوهة تزيد من مخاطر هذه التهديدات الأمنية، وفي حين أن معالجة تهديدات الخصوصية هذه بطريقة منهجية هي أفضل وسيلة دفاع على المدى البعيد، وفي الوقت ذاته يجب اتخاذ عدد من التدابير البسيطة التي يمكنها أن تساعد على قطع أشواط طويلة باتجاه تأمين وحماية الخصوصية، ولا سيما من أكثر التهديدات الشائعة اليوم.

الأكثر قراءة