لجنة تطوير منظومة الطاقة الشمسية

تهدف المملكة إلى تنويع مصادر الطاقة والمضي قدما بفاعلية في زيادة مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة لأهداف كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر، تنويع الاقتصاد، والحفاظ على الثروات الناضبة ورفع كفاءة استخراجها واستخدامها وعلى رأسها النفط. كذلك خفض الانبعاثات، ونقل التقنيات وتوطينها وغيرها الكثير. الطاقة الشمسية أحد أهم مصادر الطاقة المتجددة التي تشهد حراكا لافتا ومتسارعا في السعودية، ولا يعتريني شك أبدا أن دعم القيادة لهذا القطاع الواعد - بإذن الله تعالى -، وبجهود وزارة الطاقة بقيادة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وزير الطاقة سيؤتي أكله - بإذن الله قريبا -، وسيعزز ثقل السعودية كقائد لقطاع الطاقة العالمي. قبل نحو شهر من الآن أعلنت وزارة الطاقة العمل بمنظومات الطاقة الشمسية الكهروضوئية الصغيرة التي تتيح للمستهلك إنتاج الطاقة الكهربائية من المنزل أو المنشأة، وربطها بأنظمة توزيع الشبكة الكهربائية العامة في المملكة. هي خطوة نوعية بلا شك لتنويع مصادر الطاقة وتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 بإحلال الطاقة المتجددة لتشكل 50 في المائة من مزيج الطاقة بحلول 2030 - بإذن الله تعالى. هذا المشروع المميز ضمن جهود وزارة الطاقة التي تسابق الريح لتوفير التشريعات اللازمة لتحقيق جميع الخيارات للحصول على الطاقة المتجددة، وتعزيز المحتوى المحلي للمكونات اللازمة لإنتاج الطاقة الشمسية محليا، كذلك دعم وتشجيع التوطين في جميع مجالات وتخصصات الطاقة المتجددة. هو عمل تكاملي بين جميع الجهات ذات العلاقة بقيادة وزارة الطاقة وعضوية كل من وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، ووزارة التجارة، وهيئة تنظيم المياه والكهرباء، وجهد كبير يشكرون عليه، من متابعة لصيقة لهذا القطاع، ولهذا المشروع الطموح الذي نراهن عليه جميعا، من مشرعين ومنظمين وعملاء، ولا يمكن بأي حال من الأحوال إغفال مقدم الخدمة من الشركات والمؤسسات والمكاتب الاستشارية الوطنية التي تعد ضمن هذا الفريق وأحد أركانه الرئيسة. شاركت في بعض النقاشات مع مختصين ومهتمين بهذا المشروع الذي نفخر به، وجوهر هذا وجل هذه النقاشات هو حماية المستهلك من خداع الشركات ومقدمي الخدمات، وهذا أمر مهم ولا اختلاف عليه في اعتقادي، بل يجب ترسيخه وعمل كل ما يلزم لتحقيقه. أود لفت الانتباه إلى أن المقاول أو الاستشاري المعتمد هو مواطن أيضا بطبيعة الحال، ولا يعتريني شك أبدا أنه يعمل أيضا بكل إخلاص لنجاح المشروع على أكمل وجه وبأعلى جودة، فهو مشروع للوطن ومصلحته قبل المصالح الشخصية. نعم قد تكون هناك شركات أو مكاتب استشارية معوقة للوطن وتهدف إلى الربح فقط وإن كان ذلك بمخالفة النظام أو التغرير بالعميل وغشه، لكن هذه الفئة موجودة في كل قطاع وفي كل مكان وزمان، ولا أتمنى أن جشع البعض يرسم صورة سلبية تعم الجميع. الشركات الوطنية المخلصة في هذا القطاع هي عين صانع القرار، والمرآة التي تعكس حقيقة العقبات والتحديات التي قد تواجه هذا القطاع من أرض الميدان. لذلك أتمنى وأقترح أن يتم تأسيس لجنة تطوير منظومة الطاقة الشمسية تضم ممثلين من جميع الجهات التشريعية والتنظيمية، وبوجود ممثلين للشركات الوطنية الغيورة على الوطن، ما سينعكس - بإذن الله - إيجابا على هذا القطاع وتطويره ورفع كفاءته.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي