Author

كأس السعودية .. العوائد كبيرة 

|

 
كأس السعودية العالمي لسباق الخيل، حدث عالمي من الطراز الأول لمجموعة من الأسباب، في مقدمتها أنه يعد أضخم حدث في تاريخ رياضة الفروسية في العالم، وهي رياضة تستقطب أعدادا هائلة من الرواد والمتابعين والمشجعين والمختصين، فضلا عن المستثمرين المباشرين وغير المباشرين فيها. وهذه الرياضة من أقدم الرياضات التي تحولت إلى صناعة وساحة للتلاقي الثقافي في آن معا، وميدان احترافي بكل روابطه البشرية، وتلك التي تتعلق بالخيول المختلفة من حيث الأصالة. وكأس السعودية العالمي لسباق الخيل لهذا الموسم، اتسم بعديد من النقلات النوعية، ولا سيما أنه جزء أصيل من رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول المصاحب لهذه "الرؤية"، التي تستهدف البناء التنموي من كل جوانبه وميادينه، وهو يدخل في سياق الترفيه والرياضة والتواصل العالمي والإقليمي، وغير ذلك من عوائد كبيرة ومتنوعة.

حضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الشوط الثاني من هذا السباق، أضاف دعما كبيرا لهذا النوع من الرياضة، خصوصا مع الفوز المستحق للحصان "مشرف"، كما أن التنظيم عالي الجودة، أظهر بوضوح قدرة الجهات السعودية على إحياء مثل هذه المناسبات بنجاح عالمي كبير، جلب كثيرا من الإشادات الدولية والإعجاب الكبير من جهات مختصة حول العالم في هذا الميدان، دون أن ننسى، أن الأجواء المناخية المعتدلة والممطرة في هذا الوقت من العام، أضافت مزيدا من السحر على المشهد، وكرست - بقوة - نجاح هذا المهرجان العالمي الكبير. كما خطفت اللمسات الثقافية الأنظار، وأبرزت طبيعة الجهود التي بذلها القائمون والعاملون على إنجاح هذه المناسبة المهمة. وهذا وحده مكسب يضاف إلى الحراك التنموي العام، بوجود كوادر سعودية في كل الميادين قادرة على تأمين الإنجاز المثالي في هذا الجانب أو ذاك.

بالطبع، لم يكن الحدث الرياضي هذا الأول من نوعه في العالم، لكنه تصدر قائمة الأضخم، من حيث قيمة الجوائز التي رصدت له، وحجم التنافس بين دول رائدة أصلا في مجال سباقات الفروسية، مع فرسان يتصدرون قوائم الأكثر كفاءة على مستوى العالم. كل هذا يأتي في ظل اهتمام مباشر من ولي العهد، الذي أضاف قيمة ضرورية لتكريس الحدث الكبير، ليس فقط في هذا السباق، بل في السباقات والفعاليات المشابهة في المستقبل. وهذا ما تصبو إليه المملكة برؤيتها الجديدة ومخططاتها المتطورة، واستراتيجيتها بعيدة المدى، تحت مظلة رؤية المملكة 2030. فمثل هذه الفعاليات العالمية الضخمة، تتسق مع أحداث الوطن المهمة ومبادراته الرائدة في كل المجالات، بما في ذلك التقنيات التعبيرية والتثقيفية الجديدة.

كأس السعودية لسباقات الخيل في نسخته الثانية، رفع قيمة الجوائز، كما زاد عدد المشاركين في الجياد العالمية بمشاركة 13 دولة و77 جوادا، ما يفسر مجددا مدى الاهتمام العالمي به، وبدوراته الأخرى المقبلة. ولا شك في أن دعم الأمير محمد بن سلمان، لهذا السباق، هو جزء من منظومة دعمه اللامحدود لرياضة الفروسية، كغيرها من الرياضات الأخرى المهمة، ما يضع السعودية على خريطة الرياضات العالمية، تحقيقا لمستهدفات رؤية المملكة.

مع ضرورة الإشارة إلى أن السعودية تتمتع بقدرات كبيرة في المجال الرياضي المتنوع، بما فيها رياضة الفروسية، وهذه القدرات تظهر على الساحة بفضل السياسات التي تتبعها في هذا المجال، وكذلك عبر اهتمام القيادة العليا في هذا النطاق. فالعوائد كبيرة في مجال سباقات الخيل الكبيرة، كتلك التي شهدتها السعودية أخيرا، بما في ذلك تكريس التراث السعودي الأصيل في مناسبة عالمية كبرى، وتعزيز الهوية الثقافية السعودية وربطها بالحركة الاقتصادية ومؤشرات التنمية.

إنشرها