اقتصادات الإبل ومنظومة «الرؤية»
في لقاء يعود الفضل فيه إلى أخي الأمير عبدالرحمن بن خالد بن مساعد بن عبدالعزيز، نائب رئيس اللجنة الاقتصادية في نادي الإبل.
في هذا اللقاء تجدد اعتقادي بأن الرؤية الوطنية 2030 ليست إلا سلسلة متكاملة ومنظومة أفكار إبداعية ذات قوة ناعمة في مضمونها الجديد والمبتكر والنابع من أسس محلية تتبنى أحدث الأطروحات الاقتصادية وتستهدف الاستدامة التي تنبثق من استشراف عميق للمشكلات وحلولها الاقتصادية.
لنأخذ الإبل كموضوع اقتصادي قد يصعب إدخاله ضمن التطورات والإصلاحات الاقتصادية التي تستهدفها "الرؤية".
والإبل بتاريخها وجمهورها الكبير مجال مهم في حياة جزء كبير من المجتمع.
فالنظرة التقليدية تقول: الإبل موروث نفخر به، وكاد هذا المنحنى أن يسلك طريق التفاخر بالماضي، وحصر مفهوم الإبل في جمالها وسرعتها، ولمسنا من واقع التجربة السابقة الميل إلى التفاخر، الذي مع الزمن قد يتحول إلى سلوكيات في التفاخر، تتعدى النطاق العادي، وهذا ما تنبهت له الرؤية الوطنية ومهندسها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين.
واليوم هناك توجه رسمي وبأفكار جديدة تصنع من الإبل وموروثها العريق ميزة تنافسية اقتصادية تتبنى طموحات ولي العهد الذي يرى أنه بالإمكان، إيجاد ما هو إيجابي مما يعتقد أنه سلبي، وهذا ما لم يدركه البعض فيما سبق.
أعتقد أننا على مشارف نقلة تطويرية استثمارية، سيفرح بها كل محبي وعشاق الإبل وملاكها، وهناك أطروحات متعددة ليس أهمها سباق الإبل أو مزاينها، وأجزم كذلك بأن علاقة الإبل والبيئة ستكون محورا مهما في أذهان مطوري الفكرة، خاصة الرعي، والرعي الجائر والتصحر والحفاظ على قدرة الإنتاج البيولوجي للأرض، خاصة أن الأرض الآن تعاني الرعي الجائر، وبعض الاستخدامات البشرية التي لا تراعي سلامة البيئة، ما يستوجب أن يكون الحفاظ على سلامة البيئة ضمن أهم الأهداف.
لن أستبق الأمور، ودعونا نترك الأفعال تتحدث عن هذا الأمل الجميل، وهذه النقلة التي سترتقي بالإبل، من مفهوم ضيق يتغنى بالماضي وذكرياته الجميلة، إلى واقع يتماشى ومستجدات العصر واقتصاداته.
ونصنع من هذا الموروث الجميل رافدا اقتصاديا، أو على الأقل ألا يكون عبئا ماليا بل هواية لا تكلف الاقتصاد الوطني مزيدا من الهدر المالي.
في الختام: إذا كان لا بد لي من كلمة في هذا الشأن، فإنني أتمنى أن تتبنى الجهة المشرفة على الإبل، ونادي الإبل، دراسات علمية عن الإبل وفوائدها، حليبها، ولحمها، وجميع منتجاتها، ليتم بعد ذلك وبشكل علمي ومدروس تسويق مفهوم اقتصاديات الإبل، المبني على تلك الفوائد، ليتبين للناس المعلومات الصحيحة والدقيقة عن الإبل.
ومن ثم ترسيخ تلك المعلومة والتوعية بها، حتى يكون هناك تمهيد مدروس بشكل علمي يمهد لدخول منتجات الإبل، في الأسواق المحلية والعالمية، وما يصاحب ذلك من فعاليات تسويقية وترفيهية، خاصة بالإبل وهذا هو الطريق المعبد للوصول بالفكرة إلى ميناء النجاح.