Author

العطاء أثناء الجائحة

|
توزيع فوائض الطعام التي تزيد في المناسبات والاحتفالات حتى من المطاعم والمنازل الكبيرة، كان وما زال إحدى أهم المبادرات التي تحفظ النعمة، وتطعم الجائع القانع والمعتر، وتشكل عملا خيريا نوعيا تقوم به جمعيات خيرية، أذكر منها جمعية "إطعام" التي حققت نتائج ملموسة وواضحة.
ليل أول من أمس، قرأت عن لفتة إنسانية مهمة في ظل احترازات جائحة كورونا، حيث وجه أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر بتوزيع ألف وجبة طعام يوميا، ضمن مبادرة "خيرات الرياض" لدعم المستحقين المتضررين من جائحة كورونا، "وما ترتب على إيقاف المناسبات والحفلات من عدم توافر فائض الأطعمة التي كانت تصرف للمستفيدين في جمعية خيرات لحفظ النعمة".
وتتضمن المبادرة، دعم الأسر المتضررة والمتعففة، والعمالة الوافدة المنقطعة، للإسهام في تخفيف الأضرار الناتجة عن جائحة كورونا، فالحمد لله أن قيض للمحتاجين من يتنبه لهم، ولهذا التفصيل المهم من تفاصيل الإجراءات الاحترازية التي كان لا بد منها لتقليل العدوى واحتواء الجائحة.
وكعادة المجتمع السعودي ومجتمع الأعمال، بادر أمس أحد أكبر المصارف السعودية باعتماد توزيع 50 ألف وجبة في خمس مدن، بالتعاون مع جمعية "إطعام"، والمؤمل أن تحذو شركات سعودية وعالمية كبرى تعمل في السعودية حذو هذه الخطوة، حتى لا يعود أحد في قوائم تلك الجمعيات المتخصصة في حاجة إلى الطعام.
يوما بعد يوم، تثبت السعودية قيادة ومجتمعا أن تعاملها مع هذه الجائحة كان الأفضل، فالجهود الحكومية الجبارة التي لم تتوقف منذ أكثر من عام، والتفاعل الشعبي معها، وتفاعل القطاع الخاص، والمبادرات النوعية المختلفة خلال فترة الجائحة، كلها تشيد بطبيعة هذه البلاد الإنسانية، وبأن ثقافتها وأخلاقها الإسلامية تتمثل فيما تفعله وتنفذه على أرض الواقع.
لقد كان التناغم واضحا وجليا بين القطاعين العام والخاص، وأذكر مثالا لا حصرا، صندوق الوقف الصحي لمكافحة فيروس كورونا، والصندوق المجتمعي الذي تم إطلاقه بوساطة وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية والهيئة العامة للأوقاف بهدف جمع التبرعات الأهلية والحكومية وتوجيهها للاحتياجات الضرورية للمتضررين من هذا الوباء، ومبادرة "وطن العطاء" من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية لدعم الأسر المحتاجة المحتجزين في بيوتهم من المرضى وكبار السن ولتوفير المواد الغذائية والمستلزمات الطبية للمرضى منهم.
في كل هذه المبادرات، سارعت المصارف السعودية وكبريات الشركات وأهل الخير من وجهاء المجتمع ورجال الأعمال إلى المشاركة، وكان لكل ذلك آثار مهمة، رأينا كيف خففت أو منعت الأضرار عن كثير من الفئات.
السعودية بلد العطاء، والسعوديون أهل العطاء.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها