default Author

ملابسك تثقب الأوزون

|
هوس الموضة السريعة يجتاح العالم والتنافس كبير بين الشركات في صناعة الملابس وسلاسل المحال الشهيرة تنتشر عبر القارات والشراء عن طريق الإنترنت سهل عملية شراء الملابس، فلم تعد مضطرا للتردد في الخروج كل ما عليك فعله ضغطة زر، وتطلق هذه المحال والمتاجر مجموعات جديدة من المنتجات واحدة تلو الأخرى، لتشجيعك على الشراء، ولكن ما تأثير كل ذلك في كوكبنا؟.
عندما نتحدث عن حماية البيئة والتلوث وانبعاث الغازات حتى الاستدامة لا يخطر في بالنا ملابسنا، بل يتجه تفكيرنا إلى مصانع السيارات والسيارات ذاتها، والأدوات المنزلية من بلاستيك ومعادن، والمنظفات وأشياء أخرى كثيرة، ليست من ضمنها صناعة الموضة وبصمتها، ليس على الذوق العام وإنما بصمتها الكربونية.
يقول جو باوليتي، الأستاذ الجامعي المختص باتجاهات الموضة، "يعتقد الناس أن الأزياء هي مجرد أشياء نشتريها ونبيعها، ولكنها عملية كاملة، بداية من المواد الخام، مرورا بتحويل الألياف إلى خيوط، ومن ثم إلى أقمشة، ووصولا إلى عملية تصنيع الملابس ونقلها إلى مراكز البيع. وأثناء هذه العملية برمتها تستهلك الطاقة باستمرار".
وأضاف باوليتي، "يمكنك أن تقرأ على بطاقة القميص أنه من البوليستر أو من القطن الخالص، وهذا الكلام لا يروي القصة كاملة، فماذا عن الأصباغ والتشطيبات المستخدمة أثناء صناعة القميص؟". الصباغة في حد ذاتها واحدة من أكثر خطوات عملية صناعة الملابس خطورة على البيئة. ففيها يستخدم ما لا يقل عن 80 لترا من المياه لكل كيلوجرام من النسيج في أفضل حال، وقد تصل إلى 800 لتر من المياه المهدرة عند الاستخدام المستهتر. ولا تنتهي القصة عند وصول الملابس إلى الرفوف، بل يستمر الهدر والتلوث. 60 في المائة من الغازات الضارة المتولدة على مدار حياة القميص تأتي من عمليات الغسيل التقليدية والتجفيف الآلي. وينبعث نحو 73 كيلوجراما من ثاني أكسيد الكربون من ماكينات الغسيل التقليدية كل عام، في حين أن مجفف الملابس يصدر نحو 318 كيلوجراما، وذلك دون أن نأخذ في الحسبان السموم البيئية المستخدمة في عملية التنظيف الجاف التقليدية. ويطلق البوليستر المستخدم في صناعة الأقمشة أليافا بلاستيكية ميكروية في نظم المياه، وهو ما يسهم في تفاقم مشكلة المخلفات البلاستيكية.
صناعة الأقمشة تحتل المرتبة الثانية بين ملوثات المياه، كما أنها مسؤولة عن 10 في المائة من إنتاج الكربون عالميا. لذا لا بد من العودة إلى الموضة القديمة والتوجه إلى صناعة ملابس تعيش طويلا والتوجه للتبرع بالملابس القديمة، أو إعادة تدويرها بدل رميها.
إنشرها