Author

التغابي الإداري

|

في فنون الإدارة مفاهيم وأدوات تساعد القائد على تحقيق الأهداف المخطط لها وفق إطار زمني محدد وبحسب الموارد المتاحة وهذه أبجديات العمل الإداري. لكن هذا بالتأكيد لا يعني أن توافر تلك الأدوات يضمن سهولة تحقيق الأهداف!
إن الذكاء الإداري من أهم الأدوات للقائد التي تساعده على فهم بيئة المنظومة والتعامل مع العاملين بما يحقق الأهداف. إلا أن توظيف التغابي الإداري - وهو يفرق كثيرا عن الغباء الإداري - أصبح مطلبا مهما وربما من أهم المهارات التي تحتاج إليها الألفية الجديدة! في السويد مثل مشهور يقول" التغابي يحقق لك الذكاء الأسرع"! وهنا تكمن أهمية استخدام التغابي في التعامل الإداري، خصوصا فيما يتعلق بمهارات الحديث والحوار والاجتماعات وأيضا المفاوضات من خلال تطويع الذكاء لحالة جهل بالموضوع للحصول على معلومات أكثر أو لربما التغافل عن موضوعات هامشية، قد يؤثر التوقف عندها في الأهداف الكبرى.
تسمح مهارة التغابي الإداري بتجاوز كثير من المنغصات التي تأتي عادة مع الممارسات الإدارية، وتسهم في عدم تعطيل مسيرة القافلة. يقول الدكتور أسامة الباز "حافظت طول اشتغالي بالسياسة على فضيلة التغابى فحافظت على مركزي"! فقد يظن البعض أن هذه المهارة سهلة وقابلة للتطبيق، ولكنها في الواقع تحتاج إلى تمرين وصبر وسعة بال، ومع الوقت تتحول إلى أسلوب حياة وهذا يعطي الفرد الحكمة.
هنا تأتي أهمية مهارة التغابي الإداري للمسؤول بأن لا يركز كل جهوده على أدوار ووظائف الإدارة دون الالتفات للمهارات الناعمة من خلال التعامل الذكي والتوازن بين العاملين عبر كسب ثقة أكبر عدد من العاملين في المنظمة، دون الدخول في صراعات تثبط من عزم وطاقة فريق العمل.. باختصار كل ما يحتاج إليه القائد هو التغابي بذكاء!

إنشرها