ضرورة أم حاجة؟
قبل أن تمتد يداك إلى أحد المنتجات الاستهلاكية والكمالية المعروضة باحترافية مغرية هل سألت نفسك هل هذا المنتج يشكل بالنسبة لي ضرورة أم حاجة؟! كثيرون بمجرد نزول الراتب ينطلقون نحو المولات التجارية والسوبر ماركت ومحال الكماليات و"أبو ريالين وخمسة" ليشتروا ما يحتاجون إليه وما لا يحتاجون إليه، وفي منتصف الشهر تبدأ "الزنقة المالية" ومع الأسف يتكرر هذا كل شهر دون أي تفكير بإعادة برمجة الميزانية، أما في الأزمات الطارئة كالمرض ومواسم الزواجات والأعياد وبدء الدراسة فيضطر البعض إلى "التسلف". قانون الادخار يكاد يكون معدوما عند بعض الأسر وعذرهم في ذلك "اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب" وهذا مبدأ فاشل لأنك ستكتشف أن أغلب من يحيطون بك سيتسربون كحبات الزئبق حين تحتاج سلفة مالية من أحدهم. تطبيقك لقانون الادخار المالي سيجنبك كثيرا من الأزمات التي قد تمر بها، وتعليمك لأفراد أسرتك وتدريبك لهم على هذا القانون سيمكنهم من العيش بكرامة ويبعدهم عن انكسارات الاحتياج المادي، ويقع على كاهل الزوجة كثير في هذا الأمر فقليل من الحكمة والذكاء المالي سيسهم في نجاح قانون الادخار بشكل يفوق التوقعات، فبعض التغييرات البسيطة في سلوكيات الأسرة قد توفر ما يزيد على 20 في المائة من المدخول الشهري فتخفيض الفواتير الشهرية يأتي من خلال تقنين استخدام الجوال والمياه واستهلاك الكهرباء وتعويد الأبناء على عدم ترك الإضاءة والأجهزة مفتوحة في غرفهم بلا أي داع، كما لا يجب تعوديهم على الأكل في المطاعم والكافيهات بشكل مستمر فذلك من أكبر أسباب الهدر المالي للأسرة، وحاولي عزيزتي الزوجة قدر الإمكان بين الحين والآخر شراء قطعة ذهب بسيطة كخاتم أو إسوارة فهذه تدخل ضمن قانون الادخار. أذكر في أزمة الخليج أن إحدى معارفي قبل نزوحها مع أسرتها قضت الليل بطوله وهي تخيط مصوغاتها الذهبية التي جمعتها على مدار 20 عاما في وسادة قطنية ما جعلها تعيش بمستوي مادي متميز إلى أن عادت وأسرتها إلى بلدها وأنصحك بالتوقف عن شراء الكماليات التي تسوق لها فاشينستات "الغفلة"، وساعدي زوجك على فتح حساب ادخار واستقطاع من 10 إلى 20 في المائة شهريا من الراتب، ولا تتوهمي بأنه سيتزوج حين يتضخم رصيده، فالزوج حين يرغب بزوجة ثانية سيفعلها ولو كان تحت خط الفقر ومديونا وحافيا و"منتفا"!
وخزة
إذا عمرك 50 عاما ولم تفتح حساب ادخار للآن فأظنه حان الأوان لأن تفعل!