Author

الوقاية من نزلات البرد

|
مع دخول فصل الشتاء، تكثر نزلات البرد أو ما يعرف بالزكام، مع ما يصحبها عادة من أعراض مزعجة كالصداع والتهاب الحلق وسيلان الأنف واحتقانه والعطاس المتكرر. والواقع أن الزكام ليس مرضا في حد ذاته، ولكنه مجموعة من الأعراض تحدث نتيجة الإصابة بفيروس يصعب تحديد متى وكيف وصل إلى الجسم، فهو ينتقل عن طريق استنشاق هواء ملوث من سعال أو عطاس شخص مصاب أو حتى أحيانا بالحديث معه، كما ينتقل بمشاركة الأشياء الملوثة كالمناشف والأكواب وغيرها، كما أن له القدرة على أن ينتقل عند لمس الأسطح الملوثة بالفيروس، وسبب زيادة انتشاره في الأجواء الباردة، هو أن التعرض للبرودة يؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية في الجهاز التنفسي، ما يضعف القدرة الدفاعية له ويضعف استجابة الجهاز المناعي. هناك مقولة منتشرة بين الناس، وهي أن الزكام إن عالجته فسيشفى خلال أسبوع، وإن تركته دون علاج فسيشفى خلال سبعة أيام. وهي مقولة في ظاهرها صحيحة، ولكن الواقع ينافي صحتها إذ إن العلاج - بإذن الله - يقلل من شدة الأعراض المصاحبة، بل من مدة الإصابة والأهم من ذلك كله أنه يحد بل يوقف إمكانية انتقال هذه الإصابة إلى ما هو أشد كالتهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي، حيث إن الوقاية خير من العلاج، فإنه من الأهمية بمكان أن يتخذ الشخص خطوات الوقاية من الإصابة بنزلات البرد، وذلك باتباع نظام غذائي صحي يشتمل على الفواكه والخضراوات المحتوية على العناصر الغذائية الأساسية التي تقوي الجهاز المناعي وتزيد قدرة الجسم على مقاومة الإصابة بالعدوى، كما ينبغي الإقلال من المنبهات كالشاي والقهوة واستبدالها بالمشروبات العشبية الصحية كالزنجبيل والقرفة واليانسون ونحوها، كما يلزم تجنب ملامسة العينين والأنف والفم قبل غسل اليدين، حيث إن غسلهما باستمرار يحد كثيرا من الإصابة بالعدوى، كما أنه من المهم أخذ قدر كاف من النوم وتجنب السهر وممارسة الرياضة بشكل يومي. دراسة علمية أجريت في اليابان أثبتت أن الغرغرة بماء دافئ ثلاث مرات يوميا يقلل فرصة الإصابة بنزلات البرد تصل إلى 36 في المائة. وينصح المختصون كذلك بالإكثار من شرب الماء والسوائل الدافئة عموما، وكذلك الحرص على تجنب التوتر في الحياة ما أمكن ذلك، لأن التوتر من الأمور التي تسهم في إضعاف الجهاز المناعي، وبالتالي تتيح الفرصة للفيروسات مهاجمة الجسم بشكل أسرع.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها