يا خالة .. يا أختي

وصلتني رسالة ورغم غرابتها إلا أنها تحمل شعورا عميقا من الألم لدى بعض النساء، بينما هذا الشعور لا يعني شيئا إطلاقا عند البعض الآخر. تقول صاحبة الرسالة "أنا فتاة في الـ22 من عمري وزني زائد إلى حد ما، ما منحني عمرا أكبر من عمري الحقيقي. حين أذهب إلى سوبر ماركت أو مطعم أو أي مكان عام، فإن أغلبية البائعين ينادوني (يا خالة)، ولم أكن أكترث وقتها ولكني الآن متزوجة من شهرين وأصبح الأمر بالغ الحساسية بالنسبة لي، خصوصا حين ينادوني بذلك أمام زوجي".
"أصبحت أشعر أني أكبر سنا من زوجي في نظر الآخرين رغم أنه يكبرني بعشرة أعوام. قبل أسبوع دخلت في (خناقة) مع (كاشير) حين قال لي (يا خالة) أحسست بالحرج أمام زوجي ولم أتمالك أعصابي، أخيرا لم أعد أرغب في الوجود في الأماكن العامة التي تستلزم تعاملا مباشرا مع البائعين و(الكاشيرات). أصبحت أشعر بالتمييز العنصري وأنا أرى نساء أكبر مني في العمر 20 عاما والبائعون ينادونهن (يا أختي) فقط لأن أشكالهن الخارجية توحي بذلك. أنا فعلا تعقدت من الموضوع وأصبحت أشعر بألم حقيقي حين ينادوني بكل قلة ذوق (يا خالة) ليس لأن ذلك اللقب سيئ، بل لأنني لم أصل بعد إلى السن الذي يطلق فيه علي هذا اللقب".
قد يرى كثيرون أن مشكلة هذه الفتاة لا تستحق كل تلك المعاناة والحساسية المفرطة، لكنها تظل مشكلة من وجهة نظرها ونظر الكثيرات مثلها، المنطق يقول لو أن لقب "خالة" يطلق على جميع النساء العميلات لما كانت هناك مشكلة، لكن أن يطلق على البعض "أختي" أو "مدام" "ويطلق على البعض الآخر "خالة"، فذلك يدخل ضمن التمييز العنصري الذي قد يثير حفيظة بعض النساء مثل أختنا صاحبة المشكلة. تصنيف النساء العميلات حسب أشكالهن الخارجية قد يتسبب بنوع من الحساسية والألم النفسي غير المرغوب فيه. الذوق العام الذي يجب أن يتحلى فيه بعض البائعين، خصوصا مع النساء هو الذوق الراقي الذي لا ينحدر للتميع والإسفاف وفي الوقت نفسه لا يتجاوز حدود المعقول إلى درجة أن تنادي فتاة ما زالت مراهقة "يا خالة".
وخزة
هل تعتقدون أن لقب "يا خالة" لا يجب أن يقال لصغيرات السن؟.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي