720 مليار دولار القدرة الشرائية لـ 300 مليون متقاعد صيني في 2025

720 مليار دولار القدرة الشرائية لـ 300 مليون متقاعد صيني في 2025
تسعى الصين إلى دعم الاستهلاك من خلال حث الكبار على الاستعانة بمدخراتهم.

لا يزال الكبار في السن يواجهون صعوبات في التعامل مع التكنولوجيا الحديثة في الصين، لدرجة أن السلطات قررت توفير حصص للتقوية الرقمية.
ومن المتوقع أن يبلغ عدد المتقاعدين في الصين 300 مليون عام 2025، أي ما يوازي عدد سكان الولايات المتحدة تقريبا. وتمثل قدرتهم الشرائية أكثر من 720 مليار دولار، وفق مجموعة "داشو كونسالتينج".
اشترى لي تشانجمينج البالغ 70 عاما هاتفه حديثا، ولتعلم كيفية استخدامه، التحق بدورة توفّرها بلدية حيّه في شينجدو، جنوب غرب الصين.
وهو يقول لـ"الفرنسية"، "لا أفهم بعد كل الوظائف، لكنني أرغب في التعلم، ومهما تقدمنا في السن، فلم يفت الوقت لتعلم أمر ما".
ويشرح له مدرب كيفية إغلاق التطبيقات، محاولا تبسيط المفاهيم لجمهور هو من العمر الثالث.
وهو يقول "الأمر أشبه بقاعة مكتظة بالقطع ينبغي ترتيبها".
وقد أصبح استخدام الهاتف المحمول أساسيا في الصين، حيث تزداد التجارة الإلكترونية رواجا "24.3 في المائة من إجمالي الصفقات التجارية في الربع الثالث من عام 2020"، وحيث استعمال السيولة النقدية قيد الانحسار.
لذا، قررت السلطات تنظيم دورات ليألف مجمل السكان أساسيات التجارة الإلكترونية. وتتوفر تطبيقات الدفع الإلكتروني للعملاقين "وي تشات" و"علي بابا" في المتاجر كلها، حتى الصغيرة منها.
ومن الشائع رؤية زبائن يدفعون مشترياتهم من خلال مسح الرمز المربع للتاجر مسحا ضوئيا بواسطة الهاتف الذكي.
وتقول الستينية مينج لي التي تحضر الحصص في شينجدو "لم يعد يمكننا العيش من دون هاتف محمول"، كاشفة "لم يكن في وسعي سوى إجراء مكالمة في بادئ الأمر، وقد فسرت لي ابنتي بعض الأمور ورحت أحضر دورات كهذه. وأنا اليوم أتدبر أمري".
ومن الأهداف الأخرى التي تسعى السلطات إلى تحقيقها دعم الاستهلاك من خلال حث الكبار في السن على الاستعانة بمدخراتهم.
وصحيح أن 98 في المائة من المناطق الريفية باتت مزودة شبكة اتصالات من الجيل الرابع، غير أن ثلث السكان تقريبا ما زالوا يفتقرون إلى نفاذ إلى الإنترنت.. والمعني هنا 460 مليون شخص.
ودعت السلطات في تشرين الثاني (نوفمبر) إلى تعزيز قدرات الكبار في السن في المجال الرقمي، من خلال حصص تدريبية. وهي طالبت شركات التكنولوجيا بطرح تطبيقات تكون سهلة الاستخدام لمن تقدموا في السن.
وسلط وباء كوفيد - 19 الذي ضرب الصين في مطلع العام الضوء على ضرورة نفاذ مزيد من الأشخاص إلى الإنترنت.
فوقت عزل ملايين الأشخاص في منازلهم لأسابيع عدة في ووهان "وسط" من دون إمكانية التبضع، كانت الطلبيات عبر الإنترنت بمنزلةة خشبة الخلاص من الجوع.
من ثم، اشترك أكثر من 36 مليون شخص في الإنترنت للمرة الأولى في الصين بين آذار (مارس) وحزيران (يونيو).
ومنذ بدء تفشي الوباء، باتت خطوة بسيطة كالتنقل تستلزم بعض المهارات التكنولوجية، إذ إن كثيرا من الأماكن العامة ووسائل النقل يشترط تقديم تطبيق لتقييم الخطر الوبائي للمستخدم بناء على تنقلاته واتصالاته السابقة.
وفي شينجدو، بات لي تشانجمينج مستعدا لمجابهة تحديات القرن الـ21.
وهو يعرب بكل حماس عن استعداده للاطلاع على مواقع التقييم قبل اختيار مطعم واستخدام نظام تحديد المواقع الجغرافية للتوجه إلى هذا المطعم.
ويقول الرجل السبعيني "ما زال أمامي كثير لأتعلمه، وسيكون إتقان التصوير بواسطة الهاتف المحمول هدفي للأعوام العشرة المقبلة".

الأكثر قراءة