العوالم الثلاثة
كل شيء في حياتنا مقسم ومصنف إلى ألوان وجنسيات وأعراق وديانات، حتى الدول وجدنا أنفسنا داخل كون مصنف إلى ثلاث فئات "عالم أول وثان وثالث" لا ندري متى ولا ما السبب؟ ونتساءل من الذي له الحق في تصنيف العالم ككل، وما الأسس التي بنى عليها تصنيفه للدول؟
ظهر نموذج العوالم الثلاثة للجغرافيا السياسية لأول مرة في منتصف القرن الـ20 كوسيلة لتوضيح ورسم أدوار اللاعبين المختلفين في أثناء الحرب الباردة.
ويعزو المؤرخين أصل هذه التسميه للديموغرافي الفرنسي الفريد سوفي، الذي صاغ هذا المصطلح في مقال نشره 1952، ونشره تحت عنوان "ثلاثة عوالم، كوكب واحد"
وصنف كل من أمريكا وحلفائها الرأسماليين في أوروبا الغربية واليابان وأستراليا كدول العالم الأول.
وشمل العالم الثالث جميع الدول التي لم تكن متحالفة ولا منحازة لأي من الجانبين في الحرب الباردة التي غالبا ما كانت مستعمرات أوروبية فقيرة، وشملت دول إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا والشرق الأوسط.
تشتهر دول العالم الأول بالتطور والتقدم الصناعي والاقتصادي، في حين تعاني دول العالم الثالث الحروب والدمار والتدني العام في المستوى الصناعي والاقتصادي. لكن بين هذا وذاك، أين اختفت دول العالم الثاني، وهل هم موجودون أصلا؟!
صنف سوفي دول العالم الثاني على أنها الدول التي تميل أكثر نحو المجتمع الاشتراكي ومتحالفة مع الاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة، وكانت ذات اقتصاد مخطط له وحزب سياسي موحد. بعد نهاية الحرب الباردة، لم يعد يستخدم مصطلح دول العالم الثاني، وتحديدا في 1990. وعموما، يشار إلى الدول المستقرة والأكثر تطورا من دول العالم الثالث والأقل من العالم الأول بهذا المصطلح، ووفقا لهذا التعريف، فإن أغلب دول أمريكا اللاتينية تعد عالما ثانيا، إضافة إلى تركيا، جنوب إفريقيا، وتايلاند.
حاليا تعد المصطلحات الثلاثة قديمة، استبدلها العالم بتسميات أكثر حداثه مثل الدول النامية والدول منخفضة ومتوسطة الدخل للإشارة إلى دول العالم الثالث والدول المتقدمة في دول العالم الأول.
وتحولت التسميات من معان لها دلالات سياسية إلى معنى اقتصادي معاصر، حيث يشير مصطلح الدول النامية إلى الدول التي تعاني مشكلات مالية ولديها معدلات فقر وبطالة عالية وتفتقر إلى الضروريات البشرية الأساسية مثل الحصول على المياه والمسكن والمأكل لمواطنيها وينتشر فيها الفساد والقمع.
يعتمد تصنيف الدول على عدة معايير ومقاييس أهمها، تعداد السكان، معدل البطالة، معدل وفيات الأطفال، متوسط العمر المتوقع، مستوى الدخل، ومستوى المعيشة.
وعمليا لا يمكن على وجه التحديد وصف دولة ما ضمن أحد التصنيفات الثلاثة، ذلك لأن مجتمعات الدول عبارة عن خليط حضري يختلف باختلاف المنطقة.