تقديرات جديدة لوفيات الأطفال عالميا «2 من 2»

تتمتع البنات حديثات الولادة بميزة بيولوجية في البقاء على قيد الحياة مقارنة بالأولاد حديثي الولادة، وهذه الميزة مستمرة طوال حياتهن. ويفوق احتمال وفاة الأولاد قبل بلوغهم سن الخامسة في المتوسط نظيره بين البنات. وعلى الصعيد العالمي، يبلغ معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة 40 طفلا لكل ألف مولود حي و35 حالة للبنات. ويرتفع احتمال وفيات الأولاد والبنات في جميع المناطق. غير أن خطر الوفاة قبل سن الخامسة بالنسبة للبنات مقارنة بالأولاد في جنوب آسيا أعلى بكثير من الأنماط العالمية السائدة.
حول عقود من التقدم الملحوظ مهددة الآن بسبب تأثيرات فيروس كورونا تغطي التقديرات الجديدة التي أصدرها فريق الأمم المتحدة المشترك بين الوكالات المعني بتقدير وفيات الأطفال الأعوام حتى عام 2019، أي قبل بدء جائحة فيروس كورونا المستجد في العالم. ويحذر تقرير فريق الأمم المتحدة من أن التقدم الهائل الذي تحقق حتى عام 2019 مهدد نتيجة لتأثيرات جائحة فيروس كورونا عام 2020 التي أدت إلى أزمة عالمية لوفيات الأطفال.
وتشير الشواهد الأولية إلى أن تأثير فيروس كورونا في معدل الوفيات المباشرة للأطفال والشباب قد يكون ضئيلا، لكن التأثيرات غير المباشرة قد تكون شديدة. فقد تعطل بالفعل عديد من الخدمات المنقذة للحياة بسبب تفشي فيروس كورونا. ويشمل ذلك تعطل سلاسل الإمداد الطبي والغذائي، وتراجع استخدام الخدمات الصحية الأساسية وتوفيرها، فضلا عن إعادة توزيع موارد قطاع الرعاية الصحية وموظفيه.
فعلى سبيل المثال، تشير تقديرات صندوق التمويل العالمي إلى أن ما يصل إلى 26 مليون امرأة قد لا تتمكن من الحصول على وسائل منع الحمل في 36 بلدا، ما يؤدي إلى ما يقرب من ثمانية ملايين حمل غير مقصود.
وتعرض هذه الاضطرابات عشرات الملايين من النساء والأطفال لخطر الموت أو المعاناة من تأثيرات صحية مدى الحياة. وسيتعين على الحكومات والدوائر الصحية العالمية، أن تضاعف تقديم الخدمات الصحية الأساسية، كي لا تعرض للخطر التقدم الذي تحقق على مر الأعوام ويساند صندوق التمويل العالمي على نحو نشط الدول لترتيب أولويات مواصلة تقديم الخدمات الصحية الأساسية والتخطيط لها، وتدعيم تقديم الخدمات على الخطوط الأمامية، ومعالجة القيود التي تواجه الطلب على الخدمات.
تجدر الإشارة إلى أن تقديرات الوفيات هذه صادرة عن فريق الأمم المتحدة المشترك بين الوكالات المعني بتقدير وفيات الأطفال، الذي يضم كلا من منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" ومنظمة الصحة العالمية ومجموعة البنك الدولي وشعبة السكان التابعة للأمم المتحدة بعدها تتمتع بعضوية كاملة. وقد تم تشكيله عام 2004 لتبادل البيانات الخاصة بالوفيات، وتوفيق التقديرات في نظام الأمم المتحدة، وتحسين طرق تقدير وفيات الأطفال، والإبلاغ عن التقدم نحو تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية. ويواصل الفريق إنتاج تقديرات موثوق بها وشفافة عن الوفيات لتتبع التقدم الذي تحققه الدول نحو الوفاء بالغاية 3.2 من أهداف التنمية المستدامة. ويمكن الاطلاع على جميع البيانات والتقديرات والتفاصيل المتعلقة بالطرق المتاحة بشأن الموقع الإلكتروني لتقديرات وفيات الأطفال. وتتوافر التقديرات الجديدة أيضا على قاعدة بيانات مؤشرات التنمية في العالم وقاعدة بيانات إحصاءات الرعاية الصحية التابعتين للبنك الدولي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي