في يوم الوطن الـ90 .. قمة العشرين استحقاق سعودي كبير

في يوم الوطن الـ90 .. قمة العشرين استحقاق سعودي كبير

في يوم الوطن الـ90 ..  قمة العشرين استحقاق سعودي كبير
دأبت جهود القيادة في جعل منطقة الشرق الأوسط نقطة نهوض واستقرار.

تحتفل المملكة العربية السعودية بيومها الوطني الـ90، بالتزامن مع التحضيرات النهائية لقمة الدول الكبرى العشرين، التي ستعقد في العاصمة الرياض في منتصف نوفمبر المقبل، التي ستجمع قادة وزعماء الدول الكبرى للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وتحديدا في منطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية، ولولا جهود هذه البلاد الكبيرة والقديرة، المتمثلة في جهود وحنكة قيادتها الحكيمة، التي تواصلت جهودها منذ توحيد المملكة حتى يومنا هذا، إذ دأبت جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، في تغيير المعادلة الدولية، جاعلين من المنطقة نقطة نهوض واستقرار، من خلال تواصل دائم مبني على الصداقة والشراكة مع كبار صناع السياسات المالية والاقتصادية العالمية.
تتعامل المنطقة منذ مطلع القرن الماضي مع المجريات العالمية، بدور المتلقي وتنفيذ ما يتم فرضه عليها من سياسات، إلى أن قلبت السعودية موازين الاقتصاد والسياسة، بعلاقاتها وانفتاحها على الآخرين، فهذه القمة لولا بلاد الحرمين لكانت محض أخبار تتداولها محطات دول المنطقة، فعاصمة القرار العربي والإسلامي، أثبتت بكل ثقة وقوة كفاءتها العالمية، من خلال مكانتها العربية الأصيلة، المتجذرة في أعماق صحرائها، إضافة إلى حظوتها بالالتحاق بأكبر محافل العالم الدولية السياسية والاقتصادية والعسكرية، من خلال سياسة داخلية بنيت على الكتاب والسنة، جاعلة من العدل والتآخي أساسا لحكمها، حاملة هموم العرب والمسلمين على عاتقها متبنية قضاياهم وأحلامهم، ومدافعة عن حقوقهم في كل محافل الدنيا، محتضنة الإنسانية جمعاء فيها بمنهج العمل والبناء والعطاء، حتى أضحت اليوم منارة المستقبل الشرقية.
عجزت الدول الكبرى المتمثلة في مجموعة الدول الكبرى السبع عن التعاطي مع المستجدات العالمية، المتمثلة في الأزمات الاقتصادية، خصوصا الناجمة عن المشكلات الاقتصادية لتقرر في 1999، عقد مجموعة اقتصادية تضم الدول الناشئة والاقتصادات الكبرى من العالم، ونظرا لمكانتها الاقتصادية والسياسية وثقلها الديني، حجزت السعودية مكانا بين هذه الدول، وكانت الدولة الأكثر أهمية في منطقة غنية بالخيرات الطبيعية، لكن تؤجج مضاجعها الصراعات، إذ تضاعفت أهمية الدور السعودي، لما تحظى به المنطقة من موقع جغرافي استراتيجي، وممر دولي يربط ثلاث قارات ببعضها بعضا، إضافة إلى العمق الإسلامي، الذي ولد من رحم هذه الأرض، إذ تعد المملكة قبلة نحو مليار و800 مليون مسلم من سكان هذا الكوكب، فيما تمثل الدول الأعضاء في هذه المجموعة ثلثي سكان العالم، أي أغلبية الدول، وبالتالي فإن نتائج اجتماعات مجموعة العشرين، ستكون لها نتائج إيجابية حاضرا ومستقبلا.

الثقافة

تعد الثقافة جزءا أساسيا من التحول الوطني الطموح، الذي تقدمه المملكة أمام قمة مجموعة العشرين، بتسليط الضوء على الثقافة العربية الشرقية، التي كانت أرضها مهدا للأديان السماوية، التي شهدت أهم الأحداث البشرية على مر الزمان، إذ يوجد أكثر من 11 ألف موقع أثري في أنحاء المملكة، تحكي قصة الحضارات التي عاشت فيها، وتحمي الجهود الوطنية الكبيرة هذا التراث، إذ نفذ​ أكثر من 230 مشروع ترميم، كما تتمتع المملكة بخمسة مواقع مسجلة ضمن قائمة اليونيسكو لمواقع التراث العالمي، وهذا يعني أن الثقافة السعودية ​في يومنا الحالي تقف على أرض صلبة، من خلال صناعة إبداعية في الحقول الثقافية المتنوعة، التي تجسدت بفعل طاقات بشرية كبيرة، جعلت من الثقافة نمط حياة، لتعزيز مكانة المملكة الدولية ثقافيا، بنقل التجربة التراثية في المحافل الدولية، وإقامة المهرجانات والمواسم الشعرية، والترويج للموسيقى السعودية، والترويج للمواقع السياحية والأثرية، خصوصا أن المملكة تزخر بإرث ثقافي حضاري يمتد لنحو عشرة آلاف عام قبل الميلاد.

التعليم

كما ستتناول قمة العشرين التعليم على جدول أعمالها، لمناقشة القضايا الكبرى المتعلقة به، من خلال الدور السعودي في تقوية العلاقة بين الدول العربية والإسلامية والأجندة العالمية للتنمية المستدامة في مجالات المنظمة التعليمية والثقافية والعلمية، والإسهام في إثراء التراث الثقافي العالمي المادي وغير المادي، إذ تهدف "رؤية 2030" إلى ترسيخ القيم الإيجابية في شخصية الطالب عن طريق تطوير المنظومة التعليمية بجميع مكوناتها، ليصبح هذا الطالب واعيا ومثقفا ومبدعا، يؤمن بالوسطية الدينية والاعتدال والتسامح، ويمتلك المعارف والمهارات اللازمة لسوق العمل في القرن الـ21، ويعتز بهويته الوطنية، من خلال دعم المشاريع الدولية كالحوار الأوروبي العربي، وتدريس التسامح والتضامن واحترام حقوق الإنسان، تحقيقا لأولويات أركان التعليم، التي تأتي بالمحصلة لمحاربة الإرهاب والفكر الضال.
وسبق لحكومة خادم الحرمين، من خلال وزارة التعليم والجهات المعنية أن حاربت الفكر المتطرف بتحصين المناهج الدراسية، بتعرية الأفكار الضارة بأمن المجتمع، إذ لا يمكن لمتبني هذه الكراهية من التعايش والتفاعل الإيجابي والانفتاح مع الآخر. ونظرا لأهمية التعليم في جميع المراحل وتأثيره القوي في بناء شخصية الإنسان وتكوين الفكر وتوجيه السلوك، كان لا بد من حمايته من تدخلات المتطرفين، ولهذا خطت وزارة التعليم خطوة قوية في جهودها نحو مكافحة التطرف، بمراجعة شاملة للمناهج والمقررات بهدف التطوير العلمي وتنظيفها من الفكر المتطرف.

البيئة

تشهد أعمال مجموعة العشرين في الرياض التعاطي في ملف إدارة الانبعاثات بفاعلية أكثر من أجل تحقيق أهداف المناخ الدولية، وتعزيز المحور البيئي في التنمية المستدامة، لاغتنام فرق القرن الـ 21 للجميع، فيما يخص خفض الانبعاثات في قطاعات الصناعة والغذاء والنقل، وبالتزامن مع ذلك عززت الرياض من جهودها البيئية بإطلاق برامج ومشاريع بيئية، منها البرنامج الوطني للتوعية البيئية والتنمية المستدامة، الذي حمل شعار "بيئتي وطن أخضر علم أخضر - بالمشاركة تحلو الحياة" بمشاركة عدد من الجهات الحكومية، والجمعيات الأهلية في المملكة، والمنظمات الدولية مثل برنامج الأمم المتحدة للبرامج الإنمائية UNDP ومؤسسات القطاع الخاص. وتنص رؤية البرنامج على "الوصول إلى مجتمع على مستوى عال من الوعي والممارسات الإيجابية التي تكفل حماية البيئة في المملكة، من خلال الحفاظ على الحياة الفطرية في المملكة، والتنوع الأحيائي والمناطق المحمية، بالتوقيع على عديد من الأنظمة والاستراتيجيات الوطنية والاتفاقيات، وإصدار التشريعات للمحافظة على الحياة الفطرية.
تعتزم حكومة خادم الحرمين الشريفين، وبالتزامن مع تسلمها رئاسة مجموعة قمة العشرين، تحويل الرياض إلى عاصمة خضراء تمتلئ بالحدائق والأشجار، للحد من التلوث وتحسين جودة الحياة، بخفض درجة الحرارة بمعدل يصل إلى ثماني درجات مئوية مقارنة بالمناطق الخالية من الأشجار، بتقليل استهلاك الطاقة بتكييف المباني وتبريدها، إضافة إلى خفض نسبة الأتربة والغبار بنحو 30 في المائة، من خلال زراعة 7.5 مليون شجرة، خلال عشرة أعوام ضمن مشروع الرياض الخضراء، الذي أطلقه الملك سلمان بن عبدالعزيز، في 2019 بمبادرة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ويهدف المشروع إلى رفع نسبة المسطحات الخضراء من إجمالي المساحة المطورة للعاصمة من 1.5 في المائة إلى 9.1 في المائة، في 2030، بإيصال معدل مساحة المسطحات الخضراء لكل فرد من 1.7 متر مربع للفرد إلى تسعة أمتار مربعة.
إلى ذلك، تنفذ الحكومة السعودية عديدا من المشاريع البيئية ضمن "رؤية 2030"، لتحويل الأراضي الصحراوية إلى أراض زراعية قابلة للحياة، وذلك يعد أحد أهم المحاور التي ستتناولها قمة العشرين في المملكة، كما ستبحث القمة ملفات بيئية على رأسها: تكلفة التدهور البيئي، وصحة وسلامة البيئة، والتوعية البيئية بين الواقع والمأمول، وملف المخاطر البيئية وتأثيرها في الصحة والبيئة، التي تناقش قضايا الطاقة والتغير المناخي وانبعاث الغازات، والتزام المجموعة بالاتفاقيات الدولية ذات العلاقة وتبني السياسات الداعمة للتنمية المستدامة، التي تضمن النمو الاقتصادي والاجتماعي مع الحفاظ على الموارد البيئية، والمساهمة في تعزيز الإنتاج والاستهلاك المستدامين.

الأكثر قراءة