Author

عمار يا وطن

|
الـ 23 من سبتمبر، هو اليوم الذي تحتفل فيه السعودية بيومها الوطني، حيث أصدر الملك عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه - مرسوما ملكيا رقم 2716، وتاريخ 17 جمادى الأولى عام 1351هـ، يقضى بتحويل اسم الدولة من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية، وذلك ابتداء من 21 جمادى الأولى 1351هـ، الموافق الأول من الميزان، في 23 سبتمبر من عام 1932.
غدا سيكمل وطننا عامه الـ90 منذ توحيده، ولو قارنا هذه الفترة الزمنية بما حققه الوطن من إنجازات وحضارة عظيمة فوق أرضه، لحق لكل سعودي أن يرفع رأسه اعتزازا بوطن شامخ، كانت تسيطر عليه الحروب القبلية وانعدام الأمن، وتقسمه النزاعات الداخلية والمطامع الخارجية، إلى وطن أصبح يشكل قوة عظمى في الشرق الأوسط، وضمن دول العشرين، وينافس في تقدمه دولا كبرى سبقته في الحضارة والعلم، بل استطاع أن يتجاوزها خلال هذه الأعوام الـ90. لا أبالغ في مدح الوطن، لكن هذه الحقيقة، فالسعودية أصبحت تشكل الثقل السياسي والاقتصادي والحضاري في المنطقة، وما يحدث من إنجازات متتالية، يصيبنا حتى نحن أبناءها بالدهشة والفخر.
كل هذه الحضارة والإنجازات التي استطاع الوطن تحقيقها خلال هذه الفترة، التي تعد قصيرة في عمر بناء الأوطان، يجب أن تشعرنا بالمسؤولية نحن المواطنين، خصوصا في يوم الوطن.
- جميعنا في ذلك اليوم ينتابنا شعور الفرح الغامر، ونرغب في التعبير عن ولائنا لقادتنا ووطننا، بأشكال الفرح كلها، لكن التعبير عن عشق الوطن في يومه الوطني لا يكون بالحماس الزائد، والاندفاع غير المسؤول في المشاعر، وتجاوز الأنظمة المرورية، والتسبب في إزعاج الآخرين وإرباك انسيابية الحركة في الشوارع والتفحيط وغيرها..!
- يحرص الآباء والأمهات على شراء الأعلام والقبعات والملابس والأوشحة الخضراء لأبنائهم، وتزيين منازلهم بالبالونات الخضراء، وتقديم الكعك والحلويات المزينة باللون الأخضر والأبيض، وهذا أمر جميل لا خلاف عليه، لكن أيضا أتمنى لو يحرصون على أن يشاهد أبناؤهم أفلاما وثائقية، تبين لهم كيف كانت المملكة قبل توحيدها مجرد صحراء تتنازعها القبلية والأطماع الداخلية والخارجية وينعدم فيها الأمن، ثم كيف أصبحت بعد توحيدها دولة عظمى خلال 90 عاما فقط. فترسيخ مشاعر الفخر والوطنية والانتماء في نفوسهم، من خلال الحوار والنقاش، أمر في غاية الأهمية، لأن أجيالنا هم الثروة الحقيقية للوطن.
وخزة
يقول فيكتور هيجو، "وعلم نفسه أن يستعيض عن حنان أمه المتوفاة، بحنان أمه التي لا تموت.. الوطن".

اخر مقالات الكاتب

إنشرها