نظام «تيقظ» ودورنا المأمول
الغذاء والدواء أمران لا غنى لأحد عنهما، فالغذاء يبقي الإنسان على قيد الحياة ويمده بالطاقة التي يحتاج إليها في حياته اليومية ومناشطه المختلفة، على حين أن الدواء هو الآخر يعد الملجأ بعد الله لصد الهجمات التي قد يتعرض إليها الإنسان من الكائنات المختلفة التي ترى بالعين المجردة أو التي لا ترى. تظهر مشكلات الغذاء حين يتسمم، وتسمم الغذاء له مسببات كثيرة ليس هذا مجال بسطها، ولكن يكفي أن نعلم أن حالات التسمم الغذائي التي سجلت في المملكة خلال عام واحد فقط وهو عام 2018 قد بلغت 2191 حالة حسب تقارير وزارة الصحة، وفي المملكة المتحدة يقع نحو مليوني حالة عدوى سنويا نتيجة انتقال الأمراض عن طريق التغذية، أما في الولايات المتحدة فيقع نحو 76 مليون حالة سنويا، على حين تشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية WHO أنه على مستوى العالم، فإن 600 مليون شخص يعانون أمراضا جراء تناول الطعام الملوث وبالنسبة إلى الأدوية فتشير الإحصاءات العلمية التي نشرها عام 2020 المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، أن عدد من توفوا بسبب الجرعات الزائدة من الأدوية يزيد على 67300 عام 2018، وكبقية الدول فقد برزت الحاجة في المملكة إلى جهة رسمية يستطيع المواطن والمقيم إبلاغها عند ظهور أي أعراض تسمم غذائي أو آثار جانبية للدواء، وحسنا فعلت هيئة الغذاء والدواء السعودية SFDA بإنشاء نظام "تيقظ" الإلكتروني، الذي يهدف إلى خدمة قطاعي الغذاء والدواء، ففي مجال الغذاء يمكن من خلال المعلومات الواردة لهذا النظام جمع إحصاءات دقيقة عن حالات الأمراض المنقولة بالغذاء، وحصر ورصد أكثر المنتجات الغذائية التي لها علاقة بحالات التسمم لرفع كفاءة الرقابة على الأغذية، ومن ثم تقديم التوصيات اللازمة للجهات ذات العلاقة، وفي المجال الدوائي يهدف هذا النظام إلى رصد الأعراض الجانبية للأدوية التي تبلغ نسبة التنويم عالميا في المستشفيات بسببها، إلى 6 في المائة، ولذا فإن دورنا مواطنين أو مقيمين أن نكون عونا للهيئة ولوزارة الصحة في حماية الناس مستقبلا من أي مضاعفات، وذلك بالإبلاغ الفوري عن كل ما يتعلق بالدواء من أعراض جانبية أو أخطاء دوائية أو رداءة في الجودة بالتواصل مع هذا النظام المجاني الذي يمكن الدخول إليه بسهولة من خلال الموقع الرسمي للهيئة.