Author

عودة التعليم

|
هذا يعني أن تتفاعل كل مكونات التعليم مع هذه العودة الحذرة. قرار وزارة التعليم بالتعامل مع فئتي الدراسة بطريقتين مختلفتين، يعني أن هناك قدرات متوافرة للتعامل مع وجود الأشخاص في المواقع نفسها والاختلاط المتوقع بين الجميع. الطلبة الذين ينفذون برامج عملية هم في مكان اهتمام المسؤول نفسه بزملائهم الذين يباشرون عملية التعليم عن طريق المناهج النظرية.
نسبة المواد النظرية غالبة، وهذا يعيدنا إلى مربع الدعوة إلى تحسين جودة التعليم من خلال الممارسة، وليس أفضل وسيلة من التطبيق العملي لنشر المعرفة والتأكد من تطابق المناهج مع واقع الحياة، حيث سيواجه الطلبة الواقع وتؤكد كفاءة عمليات التعليم وجدواها تكوين الأجيال المقبلة.
يستمر التراجع في التدريبات العملية والتطبيقات المخبرية والفعلية على جميع مستويات التعليم، حتى إن بعض أساتذة الجامعات تراجعوا عن التطبيقات العملية لمصلحة المناهج المقروءة والمباشرة عن بعد، وهذا لعمري يؤسس إشكالات مستقبلية لا تتناسب مع الخطط الطموحة للدولة في مجال دعم توظيف الموارد البشرية الوطنية.
الإشكالية الأكبر تأتي لدى المدارس الخاصة التي كانت تفاخر بأنها تتفاعل مع واقع السوق وتقدم المخرجات التي توافق تطلعاته، بناء على مناهجها الطليعية وممارساتها العالمية التي تحفظ لها تراخيص قبول طلبتها في الكليات والجامعات في أغلب دول العالم. هذه المدارس تعاني اليوم صعوبة التفاعل مع الواقع الجديد وما يترتب عليه من التزامات تحفظ لها قيمتها الأكاديمية.
بعد أن تغيرت كل الموازين، نقف أمام مرحلة جديدة تحتاج إلى بعض التحكم من قبل الوزارة، تلكم هي عملية إعادة تسعير خدمات هذه المدارس، التي انخفضت عمليات الحضور فيها للصفوف وأصبحت الدعوة فيها مشابهة لتلك التي تتم في المدارس الحكومية عموما.
التساؤل الذي لا يستطيع الواحد الهروب منه، هو سلبية كثير من هذه المدارس في التعامل مع موضوع التزام الأسرة الجديد بوقت أطول ومجهود أكبر في إيصال الرسالة التعليمية. عندما نعلم أن مسؤولية المدرسة في مباشرة العملية التعليمية بشكل شخصي ومباشر من قبل معلميها إلى أقل من الثلث، نقف محتارين أمام رفض هذه المدارس تخفيض رسومها بأي نسبة كانت.
إشكالية الرسوم تبقى في إطار الشد والجذب بين الأسر والمدارس، ولعل الوزارة توجد قاعدة أو معادلة معينة يمكن من خلالها إعادة تحديد الرسوم بما يتوافق مع الالتزامات الجديدة والنسب التي تخص كلا من الفئتين.
إنشرها