خطة العام الجديد

أهنئ بدءا، القراء بحلول عامنا الجديد، الذي أسأل الله أن يجعله عام خير وسلام ورخاء على بلادنا، وعلى العالم أجمع. يظهر مع بداية كل عام الجديد من الأفكار، سواء فيما يتعلق بطرق التهنئة أو التوجهات الفكرية والإنسانية بشكل عام. أذكر أنه خلال دراستي خارج البلاد كان أكثر ما يفعله الناس في بداية العام هو تسجيل مجموعة من التحديات، التي يرغبون في تجاوزها، أو مجموعة من الآمال، التي يرغبون في تحقيقها، أو العلاقات، التي يتمنون شيئا حيالها.
تدوين المذكرات هو واحد من الأمور، التي تنتشر في أغلب دول العالم، بل إنه كان من التقاليد، التي حاول كثير من شبابنا في الثمانينيات والتسعينيات الهجرية سلوكها مع التواصل السائد في تلك الأيام مع الكتاب والتأثر بما يقرأه الجميع في الروايات ومذكرات المشاهير.
أشك في انتشار هذا الأمر اليوم، احتلت وسائل التواصل والسرد الصوتي والمرئي للأحداث المكان، الذي كانت تستأثر به صفحات المذكرات، وهذا من الأمور، التي يمكن أن تكون أكثر توصيفا للواقع، لكنها تؤثر كثيرا في قدرات أصحابها في التعبير المكتوب، وهذا من الأمور، التي قد تصبح من الماضي، الذي قد لا يعود مع طفرة الذكاء الاصطناعي.
أعود لقرارات بداية العام، وهي من الأمور، التي نحتاج إلى أن نعيد التفكير فيها، بل وتسجيلها لإيجاد الأهداف النفسية والصحية والروحية والاجتماعية. ذلك أن مرور الأيام على الوتيرة نفسها، وعدم حدوث فرق في حياة الناس من خلال النقد الذاتي أو النقد المستورد "نقد الآخرين" يؤدي إلى التكلس الفكري والسلوكي، إضافة للمخاطر الأخرى، التي تتجاوز مجرد الأخطاء لتصبح مخاطر على حياة الإنسان.
الأكيد هو أن مراحل العمر متطلبة، فكل مرحلة لها من التحديات ما يناسبها، وكلما كان الواحد منا متسامحا مع نفسه عارفا للمخاطر، التي توجدها المرحلة التي يعيشها كانت قراراته أقرب للفائدة. تسود القناعة أن الشباب أكثر الفئات استفادة من المراجعة، لأنهم يستطيعون تغيير الكثير، لكن الكبار يقعون - هم الآخرون - في البوتقة نفسها لأهمية عناصر معينة في حياتهم بناء على التحديات، التي تواجههم.
الحكمة هنا هي أن يبحث الواحد في سلوكه وتفكيره وعلاقاته وصحته، ويتعامل مع متطلبات المرحلة، التي يعيشها بواقعية لتكون حياته أكثر سعادة وإنجازا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي