Author

العرف

|
كثيرا ما نسمع كلمة "العرف" خاصة عندما يقوم الشخص بعمل معين قد لا يستسيغه البعض أو يعده خطأ أو عيبا، فيرد ذلك الشخص قائلا، يا أخي هذا عرف. فما العرف؟ وهل يعد حجة لقبول بعض المواقف أو التصرفات؟ مفهوم العرف أنه مجموعة من القواعد والمفاهيم والمعايير والمقاييس الاجتماعية المتفق عليها أو المقبولة لدى العامة، وغالبا ما تكون على هيئة عادة اعتاد الناس عليها، فمثلا اللون الأحمر في إشارة المرور تعارف الناس عليه أن معناه الوقوف، على حين أن اللون الأخضر يعني الانطلاق، أما لو نظرنا إلى الناحية الاجتماعية لوجدنا أن معظم ما تعارف عليه الناس يدور في هذه الناحية. انظر إلى طريقة السلام في الدول المختلفة تجد أنها تتباين تباينا كبيرا ففي دول الخليج العربي مثلا، فإنه مع المصافحة يتم السلام بالأنوف، على حين في السودان فإن الطبطبة على الكتف هي التحية المعتبرة، أما في اليابان وكوريا فبالانحناء وفي كمبوديا تضم اليدان إلى بعضهما، حيث يستقران عند الصدر، أما لو قدر لك زيارة بلاد التبت فلا تستغرب أن يخرج لك الشخص لسانه كناية عن التحية! ومن العرف في مجتمعنا وهو عرف آخذ في الانحسار أنه من العيب أن تصلي في المسجد حاسر الرأس أو أن تستقبل الضيف وأنت كذلك، ويتساءل كثير من الناس هل نحن ملزمون بالتقيد بالعرف؟ يعرف المختصون العرف أنه ما اعتاده الناس وساروا عليه من كل فعل شاع بينهم أو لفظ تعارفوا على إطلاقه لمعنى خاص لا يتبادر غيره عند سماعه، وهذا يشمل العرف العملي والعرف القولي، فالعرف العملي مثل ما اعتاده الناس من المبايعة بينهم من غير وجود صيغة لفظية، والعرف القولي مثل عدم إطلاق اللحم على السمك أو ما تعارفوا عليه من إطلاق الولد على الذكر. ويقسم العرف إلى قسمين صحيح وفاسد فالصحيح هو ما اعتاده الناس دون أن يصادم الشرع فلا يحرم حلالا ولا يحل حراما، والعرف الفاسد هو ما اعتاده الناس ولكنه يحل حراما أو يحرم حلالا. إن من الحكمة قبل أن يسافر الإنسان لأي دولة أن يدرس أعراف أهل تلك الدولة وعاداتهم تجنبا لأي إحراج قد يقع فيه فما قد يكون عرفا عاديا هنا قد يوقع الشخص تحت طائلة المساءلة القانونية هناك.
إنشرها