Author

أسرار النوم

|
النوم من عجائب ما قدرة الله على الإنسان، بل حتى الحيوان. يقضي الإنسان نحو ثلث عمره نائما مع تفاوت في عدد ساعات النوم التي يحتاج إليها الشخص حسب المراحل العمرية، حيث تشير الدوائر الصحية إلى أن الأطفال من حين الولادة إلى أن يبلغوا العامين، يحتاجون من 14 إلى 17 ساعة في اليوم، بعد ذلك يحتاجون من 12 إلى 14 ساعة، وتتناقص هذه النسبة تدريجيا مع التقدم في السن لتصل من ثماني إلى عشر ساعات لمن أعمارهم بين الـ14 والـ17، ثم إن البالغين يحتاجون إلى ما بين سبع وتسع ساعات فقط يوميا. ويمر النائم بعدة مراحل خلال نومه، ولكل مرحلة دورها، فنجد المرحلتين الأولى والثانية يكون النوم خلالهما خفيفا تليهما المرحلتان الثالثة والرابعة أو ما يعرف بالنوم العميق، وهاتان المرحلتان مهمتان لاستعادة الجسم نشاطه وحيويته ونقصهما ينتج عنه نوم غير مريح والإحساس بالتعب والإجهاد طوال اليوم. وبعد نحو 90 دقيقة تبدأ مرحلة ما يعرف بمرحلة حركة العينين السريعة، وفيها تحدث الأحلام، وهذه المرحلة مهمة ليستعيد الذهن نشاطه، والمرور بهذه المراحل يعرف بدورة النوم الكاملة، ويلاحظ أن نسبة النوم العميق تقل بشكل كبير لدى كبار السن، فيصبح النوم خفيفا ومتقطعا طوال الليل، وهذا أحد أسباب النعاس الذي يشعر به المسنون أثناء النهار. وللنوم فوائد عديدة تنعكس بصورة واضحة على الوضع الجسمي والنفسي للإنسان صغيرا كان أو كبيرا، فقلة عدد ساعات النوم المناسبة أو عدم جودته يؤديان بشكل واضح إلى اضطراب الجسد أو الذهن أو كليهما. وقد أظهرت دراسة نشرت في مجلة "حوليات الطب الباطني"، أن صعوبة النوم واضطرابه كانا مصحوبين بارتفاع ضغط الدم واحتشاء عضلة القلب والتوتر والاكتئاب، على حين أن نقص ساعات النوم يزيد الوزن ويضعف الجهاز المناعي للجسم ويقلل من القدرة على الفهم والتركيز ويزيد من نسبة وقوع الحوادث بمختلف أنواعها. ولنوم صحي فإنه ينبغي تجنب السهر والالتزام بوقت محدد للنوم والاستيقاظ والحرص على إيجاد بيئة نوم هادئة وتجنب كثرة المنبهات، خاصة في الفترة المسائية، وممارسة الرياضة الخفيفة قبل النوم والحرص على ترك الهموم خارج غرفة النوم، وأن تكون وجبة العشاء خفيفة، والمحافظة على أذكار النوم المشروعة، فالنوم عملية فسيولوجية معقدة، لكنه إحدى الدعامات الرئيسة لسلامة الإنسان وصحته وحيويته، ولا يقل بحال من الأحوال عن أهمية الأكل والشرب والتنفس.
إنشرها