كورونا بين الحساسيات والكمامات
ثبت أن منظمة الصحة العالمية تتخبط، وإذا أحسنا الظن، فهي لا تعلم كثيرا عن كوفيد - 19، لذلك تصدر تصريحات و"توجيهات" تتراجع عنها بعد مدة قصيرة. والمؤكد أن المنظمة تأخرت في تصنيف الفيروس وباء وجائحة، ليتحول إلى كارثة عالمية، وهذا مما يحسب عليها وعلى إدارتها. وأعتقد أن للدول التي تدعم المنظمة بشكل كبير، الحق في طلب التحقيق وتقصي الشبهات حول هذه المنظمة، وهي عينة لمنظمات دولية، شعرة دقيقة تفصل ما بين اهتمامها بعلاج مشكلة أو جائحة وبين استثمارها. على المستوى الفردي، ومع تضارب المعلومات وانكشاف أن ما يعرف عن الفيروس أقل كثيرا من حقيقته، خاصة طرق انتقال العدوى، الأفضل اتخاذ جميع التدابير الاحترازية حتى يلطف بنا المولى - عز وجل - ويرفع عنا هذا الوباء.
...
من الآثار الجانبية لتفشي فيروس كورونا المستجد اجتماعيا هو قضية التباعد الجسدي والانضباط في تنفيذها مع لبس الكمامات، خاصة عند التواصل مع كبار السن والمرضى بالأمراض المزمنة في المنازل. أنتج هذا حساسيات لا أعتقد أن أسرة لم تتأثر بها بشكل أو بآخر، ولأن مسألة انتقال العدوى غير دقيقة أو معروفة باليقين، فهي تخضع أحيانا لاجتهادات شخصية تصل إلى العناد في فهم ما يتلقفه كل فرد من معلومات من كل حدب وصوب، تتحول لدى بعضهم إلى قناعات شخصية ومنبع لخلافات عائلية. إن الواجب هنا تفهم حقيقة خطورة المرض، والمجهول عنه حتى الآن كثير، ويوميا تقريبا تبث معلومات جديدة لا يمكن الوثوق بها، والخطر المحدق المحتمل يدفع بكل عاقل إلى توخي الالتزام بالتعليمات حفاظا على من يحبهم ويحبونه.
...
تعلن وزارة التجارة الضبط لكميات ضخمة من الكمامات، ثم تقول إنها ضختها أو ستضخها في الأسواق دون إخبار الجمهور كيف؟ وبكم؟ ومنافذ البيع، وإذا كان ما يباع في الصيدليات من هذا الضخ، فهل تقبل الوزارة بيع الكمامة الواحدة بريال بحد أعلى خمس كمامات؟! هذا سعر مرتفع جشع. كنا نشتري الكرتون قبل الجائحة ما بين عشرة و15 ريالا، ولو تضاعف مرة لقلنا لا بأس، وكثرة أخبار الضبط والقبض لا يقابلها خبر واحد عن حكم شفاف صدر.
صديق من القراء اقترح أن تسوق الوزارة الكمامات من خلال تطبيق، ويمكن الاستفادة من معلومات منصة أبشر، أو من خلالها لتحديد عدد الأفراد والاحتياجات، لتصل الكمامات بكمية معقولة وسعر مناسب إلى كل مواطن ومقيم. وهو اقتراح أراه معقولا ومناسبا، خاصة أن الحاجة إليها ستطول واستهلاكها يتزايد، لا يمكن التقليل من جهد الوزارة إلا أنه يجب أن يرى الناس أثره حاضرا ظاهرا أمامهم، يلمسونه سواء في الوفرة أو ردع جشع أثرياء فيروس كورونا.