Author

اكتشافات متأخرة في الـ 50

|
يقول جاك كانفيلد "عندما تبلغ الـ18 من عمرك ستشعر بالقلق التام تجاه ما يعتقده الآخرون فيك، وفي سن الـ40 لن تبالي البتة بما يعتقده أي شخص فيك، وعندما تصل إلى سن الـ60 ستدرك أن أحدا لم يكن يفكر فيك في الأصل، فهل تختصر الزمن وتدرك ما يدركه صاحب الـ60 عاما".
ستولد في هذه الحياة بلا أدنى خبرة مسبقة وبينما أنت تكبر، ستبدأ الظروف والبيئة وأحداث الأيام ومواقف الآخرين تكوين الخبرة في عقلك، وفي حدود ما اكتسبته وآمنت به ستسير بك الحياة، وحين تصل لعمر الـ50 ستكتشف:
- أنك أضعت كثيرا من الأوقات الجميلة في تقصي ما يقوله الآخرون عنك، والإحساس بالتعاسة لآرائهم السلبية فيك، بينما الحقيقة التي ستكتشفها متأخرا أنك كنت مجرد شخص عابر في حياتهم لا تشكل بالنسبة إليهم أي قيمة، ولم تشغل وقتا طويلا في تفكيرهم بعدما قالوا عنك ما قالوا، حتى لو كان دافعهم "الفضاوة" أو الغيرة أو الحسد، فإنك ستدرك متأخرا أنك بالغت في تضخيم الأمور ولم تكن حكيما في التعامل معها طالما أنها مجرد كلام "يطير في الهواء"، وستندم على طاقتك وصحتك النفسية وأوقاتك الجميلة التي أضعتها، بينما كان يفترض بك أن تعيش تفاصيلها مع أحبابك، ستكتشف متأخرا في الـ50 أن القيل والقال وصغائر الأمور هي أشياء لا تستحق أن توليها أي أهمية واعتبار وأنها مجرد غثاء لا فائدة منه.
- في الـ50 ستكتشف أن كثيرا من الأمور التي كنت تفعلها لتثير انبهار الآخرين بها، أصبحت مصدر ندم لك، فالمظهر الاجتماعي المصطنع والكماليات الثمينة والسيارات الفارهة والمنزل الفخم، لم تعد ذات قيمة في نظرك، بينما أنت تنظر بحسرة إلى رصيدك البنكي الفارغ وأقساطك المتراكمة، وستتمنى لحظتها لو أنك أوليت اهتماما أكبر لمسألة الادخار والتصرف بحكمة في أمورك المالية.
- في الـ50 سيبدأ جسدك إصدار فاتورة كشف حساب، وستصدمك حقيقة إهمالك لصحتك طوال هذه الأعوام، وعدم اهتمامك بغذائك ولياقتك وسحق جسدك تحت ضغط الظروف النفسية، بسبب مواقف وصدمات لا تستحق أن يكون ثمنها عافيتك.
- في الـ50 ستتمنى لو أنك فعلت كل تلك الأشياء المجنونة التي كنت ترغب في القيام بها، لكن خوفك من كلام الآخرين جعلك تدفنها في داخلك.
وخزة
كل الأشياء قابلة للتعويض إلا عمر مضى والخوف يسكنه من كلام الناس.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها