Author

سنة أولى زواج

|
الزواج آية من آيات الله في الكون. خلق الله الرجل والمرأة وشرع الزواج بينهما ليتبادلا المودة والرحمة، فتنشأ أسرة كريمة تكون نواة لمجتمع مثالي يحقق مراد الله من استخلاف الإنسان في الأرض، "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون". يتم الزواج وتبدأ الحياة التي يملؤها الحب وترفرف في جنباتها السعادة، ولكن ما يؤسف له وهو أمر مشاهد أنه بمجرد الدخول إلى واقع الحياة الزوجية ومع اختلاف الطباع بين الزوجين وعدم تأهيلهما نفسيا قبل الزواج، تبدأ بعض الخلافات في وجهات النظر وعدم احترام كل طرف للآخر وطغيان فكر - أن الغلبة للأقوى -، ما قد يؤدي إلى أن يكون الطريق للاستمرار بينهما مسدودا، ومن هنا تبرز أهمية السنة الأولى من الزواج فهي المحطة الأصعب في الحياة الزوجية، إذ إن اجتيازها بسلام يعد مؤشرا قويا على استمرار هذه الحياة وتخطي جميع العقبات، لأن الأساس هو التشارك والتعاون والتراضي وليس الصراع أو الغلبة، وقد استحوذ الحرص على أن يبحر مركب الحياة الزوجية بأمان على اهتمام التربويين، فقدموا خلاصة أفكارهم، فعلى الرجل أن يتعامل مع زوجته باحترام وأن يتجنب فرض شخصيته عليها وهي بدورها عليها أن تأخذه بالحسنى وتشعره أنه لا طعم للحياة من دونه، وأنها شعرت معه بسعادة لم تعرفها من قبل، كما أن عليهما أن يكونا من الذكاء بحيث لا يسمحان لكائن من كان أن يتدخل في شؤونهما، وأن يحرصا على التغاضي والتغافل عما قد يظهر من سلبيات بينهما، فلا توجد زوجة كاملة كما لا يوجد زوج كامل ومن هنا، فالتغافل عن بعض الأمور من الأهمية بمكان لأنه مع مرور الوقت سيقترب كل منهما من الآخر، لينعما بمنطقة آمنة لا علو لكعب أحدهما على الآخر، كما أنه على الزوج أن يشعر زوجته أنها ملكة البيت وأن يناديها بأحب الأسماء إليها وأن يحرص أن تشاركه أفراحه وأتراحه، وأن يتبادلا تقدير أسرتيهما بشكل كبير، وأن يقويا العلاقة بينهما وفق المنهج الرباني الذي دلنا عليه القرآن الكريم والسنة المطهرة. لا بد للزوجين من أن يبحثا عن الأشواك في حديقة الوصل الجميل فيجتثانها معا وأن يتعاهدا على بناء استراتيجية للتوافق بينهما لا تهزها العواصف مهما بلغت شدتها.
إنشرها