ثروة الجيلاتين
يعد الجيلاتين الذي يستخرج من عظام وجلود وغضاريف الحيوانات بعد غليها من المكونات الغذائية المهمة، كما يدخل في عديد من الصناعات المختلفة، فهو يحتوي على الأحماض الأمينية التي تشكل بدورها البروتينات الضرورية، لعمل عديد من أعضاء الجسم بجانب تزويده بالطاقة اللازمة، وللجيلاتين كثير من الاستخدامات المهمة سواء الصحية أو التغذوية أو التجميلية أو غيرها. على مستوى عمليات التصنيع الغذائي نجده يدخل في صناعة الألبان والأجبان والحلويات المختلفة واللبان والسكاكر والعصائر ومنتجات اللحوم، وفي الجانب الصحي فهو يزود الجسم بالبروتينات اللازمة ويحسن صحة الجلد، لكونه مصدرا أساسا للكولاجين الذي يتناقص مع تقدم عمر الإنسان، كما يعزز الوظائف الهضمية ويخفف آلام المفاصل ويحافظ على صحة العظام ويحسن من جودة النوم، ويساعد على تخفيف الوزن، أما على النطاق الصيدلاني الدوائي، فيدخل الجيلاتين بكثرة في صناعة الكبسولات الدوائية وتغليف الأقراص، كما يدخل في صناعة الضمادات الجراحية وصناعة المواد الغروية كبديل لبلازما الدم، وعلى النطاق التجميلي فهو يدخل في صناعة مواد التجميل المختلفة. هذا وتبلغ كمية الإنتاج العالمي من الجيلاتين نحو 413 ألف طن سنويا، ومن المتوقع أن تصل عام 2024 إلى 652 ألف طن سنويا، تنتج أوروبا الغربية وحدها ما نسبته 39 في المائة من الإنتاج العالمي، وأمريكا الشمالية 20 في المائة، وتنتج أمريكا اللاتينية 17 في المائة. وطبقا لآخر الإحصاءات يقدر حجم السوق العالمية للجيلاتين بنحو 2.91 مليار دولار عام 2018، ومن المتوقع أن يصل إلى 4.08 مليار دولار بحلول عام 2024. وفي ظل هذه المعلومات عن أهمية الجيلاتين وأنه يعد ثروة اقتصادية مهمة يأتي السؤال الذي يطرح نفسه بقوة أين الاهتمام المحلي والعربي بهذه الثروة، خاصة في ظل الاستهلاك الكبير للمواشي في العالم العربي فالسعودية وحدها تنتج سنويا نحو 17 مليون رأس من المواشي وتستورد نحو 8.5 مليون رأس من المواشي، ولدينا موسم الحج السنوي الذي يقدم فيه مئات الآلاف من الهدي والأضاحي. إن الحاجة ماسة جدا للاستفادة من هذه الثروة وتوطين صناعتها تماشيا مع رؤية المملكة 2030 التي تشجع الاستثمار في صناعة المواد العضوية الحلال، ويكفي أن يعلم القارئ أن ما يزيد على 50 في المائة من الكبسولات الجيلاتينية المستخدمة حاليا مصنوعة من جيلاتين مستخرج من حيوانات محرمة شرعا كالخنازير أو مذبوحة بطرق غير شرعية.