تباعدوا يرحمكم الله

أشهر من الحجز الجزئي والكلي مع ضخ إعلامي. تعليمات ونصائح وعبارات ومقاطع من كل حدب وصوب.. كل هذا من المفترض حقق أرضية وعي جديدة بخطورة وباء كوفيد التاسع عشر، وأنه ما زال نشطا وغامضا أيضا، ما يستدعي الحذر. لذا، اختارت وزارة الإعلام شعارا "نعود بحذر". لكن، لماذا لم نشاهد مثل هذا الحذر والاحتياط من كثير من المواطنين والمقيمين في بعض الأماكن العامة، كما حدث في الأيام القليلة الماضية بعد رفع المنع الكلي؟
إن التعذر بعدم وجود كمامات أو ارتفاع أسعارها، غير مقنع، فالشماغ والنقاب يفيان بالغرض عند الضرورة، أي عند عدم توافر كمامة مناسبة، ثم إن القماشية من الكمامات يحث عليها من قبل الجهات الرسمية مثل الصحة، ويمكن خياطتها في المنزل. فعدم توافر مخزون من الكمامات الطبية يستدعي الحرص على ما هو متوافر منه احتياطا واستعدادا لما قد يحدث من ضغوط على حراس الصحة.
لماذا لم ينضبط بعض الناس؟ سؤال تصعب الإجابة عنه، هل هو الملل والضغوط النفسية من جراء الحجر؟ على كل حال الحقيقة، أن الشعور بالأمان الذي يشي به عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وأهمها لبس الكمامات من أي نوع كانت والتباعد الفعلي، هو شعور مزيف، وهو مماثل للتهور في قيادة السيارة، فالذي لا يلتزم بمثل هذه الإجراءات الظاهرة للعيان، هل يتوقع منه الالتزام بغسل اليدين؟ مؤكد أن الجواب "لا".
خطوة جيدة الاستدراك بفرض غرامة ألف ريال على عدم لبس الكمامة، فهي أهم إجراء احترازي - في نظري - والتأكيد على إمكانية استخدام أي غطاء للأنف والفم من دون تحديد النوع، يشير إلى تفهم وتيسير وواقعية.
نحن أمام واقع جديد مؤقت - إن شاء الله، حتى يرفع الوباء ويظهر لقاح فاعل أو علاج ناجع، فمن الواضح أن لا حياة اجتماعية أو اقتصادية إلا بشروط الإجراءات الاحترازية، وسلامتك مرة أو مرتين في خروج دون انضباط، لا تعني سلامتك كل مرة أو سلامة أسرتك وأحبابك. لنخف الله في أنفسنا وفي أهلينا، والله يحفظنا جميعا.
في واحدة من نقاط الإجراءات الاحترازية، منع تجمع أكثر من 50 شخصا، وهذا يعني السماح بتجمع أقل من 50 شخصا، ولست أعرف هل يعني هذا عودة السماح للمناسبات الاجتماعية؟ على كل حال، من الضرورة بمكان التأكيد أن هذا كله تحت شروط مستدامة إلى حين من الإجراءات الاحترازية من ارتداء كمامات وتباعد وغسل للأيدي ونظافة عامة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي