default Author

اكتساب الاقتصادات الصلابة أمام نوبات الهبوط «2 من 2»

|
تتسم الصدمة الاقتصادية الحالية من جراء الجائحة بأنها صدمة غير عادية، نظرا لتأثيرها في كل من العرض والطلب. ورغم سرعة تضافر الإرادة السياسية للتحرك في مواجهة الصدمة الحالية، فإن سرعتها وعمقها اللذين لا مثيل لهما سببا تعقيدات في عملية تصميم الدعم الاستنسابي من المالية العامة وإتاحته في الوقت المناسب. وحين يكون العاملون والشركات عاجزين عن العمل في وقت الوباء، تنخفض فاعلية التحفيز المالي الموجه لتعزيز الناتج (المضاعف). ومع ذلك، فحتى في هذه الظروف، كان يمكن للتحفيز المالي القائم على قواعد أن يسهم بدور مساعد إذا تم تنفيذه مقدما، خاصة إذا جاء في شكل تحويلات موجهة للمستحقين. ويمكن أن تتيح هذه الإجراءات تأمينا أكبر للدخل، وأن تدعم شبكة الأمان الاجتماعي التي يستفيد منها محدودو الدخل.
وتشير نتائجنا إلى ضرورة أن ينظر صناع السياسات في تعزيز الاستجابة التلقائية لسياسة المالية العامة في مواجهة الصدمات السلبية، والمساعدة على تحسين صلابة الاقتصاد. وبالتوازي مع ذلك، فحتى إذا تعذر إجراء مزيد من الخفض لأسعار الفائدة، يمكن للسياسة النقدية أن تدعم التحفيز المالي في حالة الركود باعتماد موقف تيسيري، بما في ذلك تيسير الأوضاع في الأسواق المالية.
وسيستغرق الأمر وقتا لتصميم واعتماد أدوات جديدة للمالية العامة - مثل إجراءات التحفيز المالي القائمة على قواعد - وتحسين أدوات الضبط التلقائي القائمة، كما أن ذلك سيتطلب اتفاقا سياسيا. ولكن في وجود سياسات تفعل تلقائيا لتقديم التحفيز المالي، تقل مخاطر التأخر في إصدار الاستجابات بسبب العراقيل السياسية عند تدهور الأوضاع الاقتصادية. وإضافة إلى ذلك، فحين تكون السياسة النقدية مقيدة، يمكن أن يؤدي وجود إجراءات التحفيز المالي القائم على قواعد إلى انخفاض ملحوظ في احتمالات الركود المدفوع بمستوى الطلب.
تستند هذه المعلومات إلى الفصل الثاني من تقرير "آفاق الاقتصاد العالمي" بعنوان "مواجهة حالات الركود المستقبلية في الاقتصادات المتقدمة: السياسات الدورية في حقبة أسعار الفائدة المنخفضة والدين المرتفع"، من إعداد ميشال آندريل، وفيليب باريت، وجون بلودورن (قائد مشارك لفريق الإعداد)، وفرانشيسكا كاسيللي، ووينجي تشن (قائد مشارك لفريق الإعداد).
ولا يعني هذا أن تصبح سياسة المالية العامة الاستنسابية أداة زائدة عن الحاجة. فالواقع أن إجراءات المالية العامة الاستنسابية ضرورية لتقديم دعم قوي معاكس للاتجاهات الدورية، إذا كانت مصممة بما يتناسب مع الظروف الخاصة والطابع المميز للصدمة السلبية مثل صدمة الجائحة. ولكن يجب اعتماد هذه الإجراءات وتعميمها في الوقت المناسب.
وحول استجابة أسرع لحالات الركود في المستقبل، وأنه نظرا لفترات التأخر التاريخية في تنفيذ إجراءات التحفيز المالي الاستنسابية، والنتائج المفيدة التي يحققها تحديد التوقعات عن طريق اعتماد قواعد للعمل على أساس مسبق، فإن هناك دواعي قوية لزيادة الاعتماد على الاستجابة المالية التلقائية إزاء حالات الهبوط الاقتصادي. ويشير تحليلنا إلى أن اعتماد إجراءات للتحفيز المالي تقوم على قواعد محددة يمكن أن يحقق نتائج فعالة للغاية وفي وقت أنسب، خاصة حين تكون أسعار الفائدة المحددة من البنك المركزي قريبة من النطاق الأدنى الفعلي أو ضمن هذا النطاق وتكون السياسة النقدية مقيدة.
إنشرها