المرض الصامت
تصنف منظمة الصحة العالمية هذا المرض بين أكثر عشرة أمراض انتشارا في العالم.. وقد ورد في محكم التنزيل، "قال ربي إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا".. هشاشة العظام أو ترقق العظام ينشأ مع التقدم في العمر على مدى أعوام عدة دون أي أعراض ظاهرة، ولذا يسمى بالمرض الصامت.. العظم نسيج حي مثله مثل كل الأنسجة في الجسم تبدأ قوية ومتماسكة ومتجددة إلى أن يصل الإنسان لعمر معين، حينها يكون الهدم أسرع من البناء.. وهناك ثمة عوامل عدة تزيد من تسارع الإصابة بهذا المرض من أهمها، نقص عنصر الكالسيوم في الجسم لمن لا يأخذون كفايتهم منه، ونقص فيتامين "د"، وكذلك قلة الحركة والخمول اللذين يقودان إلى سرعة فقد كثافة وقوة العظام، ومن ذلك تناول بعض الأدوية مثل، الكورتيزون والتدخين والخمور أو الإصابة ببعض الأمراض العضوية كالتهاب المفاصل أو قصور في بعض الغدد، ولا ننسى دور العوامل الوراثية في الإصابة بهذا المرض.. أعراض الإصابة متنوعة من أبرزها الشعور بآلام قد تكون حادة أسفل الظهر، وفقدان الوزن التدريجي مع انحناء في القامة وضعف الأظافر وهشاشتها وسهولة تعرض الجسم للكسر، خاصة المفاصل والورك عند أدنى سقوط.. ولكن على الرغم من أن مرض هشاشة العظام وارد مع تقدم العمر إلا أن الكشف المبكر له وعلاجه في الوقت المناسب لا يوقفان تقدم المرض فحسب، بل أحيانا يسهمان في تراجعه بشكل واضح.. ولأن الوقاية دائما وأبدا خير من العلاج، فإن ممارسة الرياضة والتغذية الصحية تأتيان في مقدمة ذلك، ولذا فمن المهم تناول كمية كافية من الكالسيوم الذي يمكن الحصول عليه من مصادره الطبيعية المعروفة، كالحليب ومشتقات الألبان عموما والخضراوات خاصة اللفت والبروكلي والبذور كالسمسم والشيا.. كما أن فيتامين "د" هو الآخر ذو أهمية بالغة ويوجد في عدد من المصادر الطبيعية، كأسماك التونة وزيت كبد الحوت وبعض الحبوب الكاملة كالقمح والشعير مع التعرض لأشعة الشمس، كما يجب الامتناع عن التدخين والمشروبات الغازية والإقلال ما أمكن من استهلاك الكافيين، الذي يحد من امتصاص الكالسيوم.. وعموما فإن أخذ المكملات الغذائية المحتوية على الكالسيوم وفيتامين "د"، وكذلك المغنسيوم والبوتاسيوم وبعض الفيتامينات التي تلعب دورا في المحافظة على صحة العظام، يعد أمرا لا غنى عنه لبعض الأشخاص على أن يكون تحت إشراف المختصين.