مرحبا بالصلع
ثلاثة عوامل تؤدي إلى فقدان الشعر لدى الرجال، وهي الهرمونات والعمر والجينات. تقود هذه العوامل إلى انكماش تجاويف الشعر بشكل تدريجي إلى أن ينعدم نمو الشعر في فروة الرأس، وفي إحدى الدراسات وجد أن 30 في المائة من الرجال يصابون بالصلع الوراثي في عمر الـ30، وترتفع النسبة لتصل إلى 50 في المائة في عمر الـ50، كما تقدر الدراسات أنه ينفق أكثر من 3.5 مليار دولار سنويا على مستوى العالم لعلاج الصلع والوقاية منه، ونلحظ أنه عندما يصاب الإنسان بالصلع تبدأ مرحلة المعاناة عند البعض متسائلا بينه وبين نفسه، هل أبدأ بأخذ الدواء وأتحمل آثاره الجانبية؟ أم أقوم بزراعة الشعر؟ أم أجرب المعالجة الضوئية وأشعة الليزر؟ وتتجاذبه الآراء والنصائح من كل جانب وكأنه أصيب بمرض عضال، وما علم الأصلع مدى الشرف الذي حظي به، إذ إن كثيرا من القادة والمشاهير قديما وحديثا كانوا من الصلعان.
وقد نصحت دراسة نشرت حديثا في أحد المواقع المتخصصة بأناقة الرجل، أن يجد الرجال رؤوسهم تماما مشيرة إلى أن الرأس الحليق يوحي بالقوة والسيطرة والحضور الكاريزمي للرجل، وما يدعم تلك الدراسة أنك ترى أن الرجال الذين يعملون في مجالات تتطلب المظهر الرجولي والقوة يقومون بحلق شعورهم كالحراس الشخصيين أو رافعي الأثقال أو المصارعين، وأصبح انطباعا معروفا عند الناس خاصة النساء ارتباط الصلع بالقوة والرجولة والدهاء، وكثيرا ما تغنى الشعراء بالجمال، ولكن مع الأسف يظهر أنه لا نصيب للصلع من الشعر إلا في سبيل الذم.
لصديقنا في رأسه صحـراء جفت فلا عشب بها أو ماء
فكأنها البيداء من بعد الوغى فني الجميع فما بها أحياء
لا يهمنا ذلك، فعودا على بدء، فمن محاسن الصلع أن له انعكاسا واضحا على الاقتصاد من حيث اختصار الوقت وتوفيره، فعند الاستيقاظ لا يحتاج الأصلع أن ينهض مبكرا ليغسل شعره ويجففه، فبعد الاستحمام يمسح ويتوكل، فلا حاجة لشراء الشامبوهات ولا غيرها، كما أنه لا حاجة للحلاقين أو مصففي الشعر وفي هذا توفير للوقت والجهد والمال، والأهم من ذلك كله، الراحة النفسية فلا قلق من ظهور الشيب، ولا قلق من تساقط الشعر، أو تعرضه للتقصف والأمراض، كما أن الصلعة أحد عوامل ثبات الطاقية والغترة والعقال محافظا بذلك على ترتيب وضع الشخصية، إذن، مرحبا بالصلع وليهنأ أحبابنا الصلعان ولا عزاء لأصحاب القذل المهفهفة!