Author

السفر داخل البيت

|

في وطن تفاصيله نماء وحضارة، هناك دوما مساحات شغف، ومحطات حب، وتواصل إنساني لا ينتهي. وهناك قيادة حازمة تسهر من أجل هذا الوطن الذي يحنو على مواطنيه ومن يقيمون فيه.
وفي ظل التباعد الاجتماعي المحلي والعالمي، تصوغ قطاعات العمل خياراتها وقراراتها من خلال الواقع الافتراضي. وهذا يصدق حتى على التجربة السياحية التي كان الإنسان يخوضها على أرض الواقع، ولكنه الآن يتعايش معها عبر الواقع الافتراضي، الذي ينقل صورا حية تسافر بك صوب المعالم السياحية التي غدت خالية. العالم يترقب بشارات استئناف حركة السفر، لأن هذا السلوك الإنساني جزأ مهم لاقتصاديات الدول.
المؤتمر الذي عقده وزراء السياحة في مجموعة الـ20 الجمعة الماضية، وقاده أحمد الخطيب وزير السياحة في المملكة، جاء ليحشد الرؤى والأفكار فيما يخص قطاع السياحة. كان وقع جائحة كورونا على السياحة العالمية شديد الأثر. وبات الأمر يهدد نحو 75 مليون وظيفة في العالم، فضلا عن المضاعفات الاقتصادية الأخرى. وقد توافق المشاركون في المؤتمر على أهمية العمل لإيجاد سياحة مستدامة، والسعي لفتح الأبواب للسفر فور انحسار الوباء مع إقرار المعايير الصحية اللازمة لسلامة السياح. 
بالأمس صدر قرار خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله برفع منع التجول جزئيا في مناطق المملكة من 9 صباحا حتى 5 عصرا، مع الإبقاء على منع التجول الكامل في مكة المكرمة والأحياء المعزولة سابقا. وهناك دول عدة أخذت خطوات مشابهة.
وللتاريخ أقرت المملكة في وقت مبكر إجراءات احترازية عالية، منها مثلا تعليق دخول المعتمرين للمملكة "27 فبراير" وتعليق الرحلات الجوية الدولية من وإلى المملكة "14 مارس". وتعليق الحضور لأماكن العمل "18 مارس". 
ولعلنا نرى قريبا مزيدا من القرارات، لكن هذا مرتبط بسلوكنا وعدم تهاوننا في قضايا التباعد الاجتماعي الذي يحمينا ويحمي سوانا ويؤدي لانحسار الإصابات، وبالتالي عودة الأنشطة إلى ما كانت عليه.

إنشرها