التفكير بصوت مكتوب
كل عام وأنتم بخير ومبارك عليكم رمضان، أجمل شهور العام وأكثرها روحانية وإنسانية.
في الظروف الاستثنائية يزداد تقبل الناس للإجراءات الصارمة، ويزداد هذا التقبل إذا دخل عامل الخوف، حيث من المعروف علميا أن الخائفين أكثر تقبلا لأي إجراء في سبيل استعادة الأمان، وهذا يحدث اليوم نسبيا ومتفاوتا في أغلب الدول ومع أكثر الشعوب بسبب هذه الجائحة.
بضع دول في العالم، تعد على أصابع اليدين، ومن بينها السعودية، أضاف عاملا آخر مهما جدا هو الثقة، فالواثقون في حكوماتهم كان لديهم حافز إضافي لاتباع الإجراءات أو الاحترازات والقبول بالتنازل عن بعض ما اعتادوا عليه، سواء كان ذلك ضروريا بالفعل أو هناك اختلاف على ضرورته.
اليوم يكثر الحديث عن الفتح الجزئي والتدريجي للأعمال وبعض الأنشطة، وفي بعض الدول الحديث عن عودة أكبر، وهذا أمر طبيعي وغريزي في البشر للبحث عن أرزاقهم أولا، وممارسة الحياة رغم الظروف، ووجود نسبة أخطار تختلف من شخص إلى آخر، ومن دولة إلى أخرى.
في السعودية، كان الاحتراز جيدا، والإجراءات فاعلة، ومع المسح الميداني للناس الذي بدأ بالفعل لاحقا، وبالتركيز على أحياء ومناطق العشوائيات وتكدس العمالة في بعض المدن وهذا حسن، وربما يزيد كل ذلك من تطلعات الناس لتخفيف إجراءات الحجر أو إقفال الأنشطة التجارية والخدمية.
من باب التفكير بصوت مكتوب، وطرح الأفكار للنقاش، أعتقد أن لدينا القدرة التقنية ممثلة في "أبشر"، والعنوان الوطني، وغيرها من البرامج أو الجهات التقنية الجديدة ما يمكننا من "ابتكار" أفكار جديدة للفتح الجزئي والتدريجي للأنشطة مع إجبار الناس على التناوب، خاصة في الأماكن والمدن التي سجلت انضباطا أكبر، وانخفاضا في أرقام الإصابات والعدوى.
يخطر في بالي توزيع الناس في بعض أحياء المدن الكبرى، أو أجزاء المدن المتوسطة على أيام الأسبوع باستخدام رمز " كود" بلون معين لكل مجموعة، حيث يسمح لها فقط بالتعامل مع الأنشطة، وهنا يمكن المخاطرة والاتكاء على وعي السعوديين، ولعل البداية والتجربة تكون للأعمال أو المحال التي يعمل فيها السعوديون فقط لحماية أعمالهم أو مساعدتها أكثر، ولأنهم - كما أثبتت التجربة - أكثر موثوقية من العمالة الأجنبية قليلة التعليم والمهارات.
ربما تكون سانحة لبعض التجارب والأفكار التي ليس من الضروري تعميمه على الجميع، فالحالة تقتضي الانتقاء والتدرج، وهي أيضا تقتضي إيثار العاملين وأصحاب الأعمال الصغيرة من السعوديين على غيرهم.
هذه فكرة، ولعل لديكم أفكارا أخرى.