Author

رمضان الخير

|
يهل علينا شهر رمضان المبارك ونحن نتعامل مع واحدة من أصعب الأزمات التي تواجه العالم. تجربة جديدة تجعلنا نعيد النظر في كثير من المسلمات التي نتوقع وجودها ونضمن بقاءها معنا. الأكيد أن هذا درس مهم في ضعف الإنسان واعتماد حياته على ما يكتبه الله مهما وضع من ترتيبات وخطط وأعمال. التغيير الشامل الذي سيذكره كل واحد منا، وسيكون أيقونة لهذا العام - بالذات - يجب أن يرافق مع ما فيه من الألم والتحسر على ما تغير علينا من الأمور، استذكار الإيجابيات التي يمكن أن نستنبطها من هذه الحالة الفريدة.
إن وجود الأسرة في البيت، وأداء كثير من الواجبات والسنن معا، أمر مهم، وهو في الواقع نعمة بعد أن كان الجميع يتوجه في مسار خاص في الأزمنة السابقة. هذه الفرصة التي تتيح للأسرة تعليم الصغار كثيرا من مكونات الثقافة الإسلامية بحكم الوجود في المكان نفسه، يمكن أن ينتج عنها - كذلك - عدد أكبر من محاور النقاش والتذكير بمن يواجهون صعوبات في هذا الشهر الفضيل، سواء كانوا أقارب أو من الجيران أو في أماكن بعيدة. اهتمام الأسرة بالصدقات والتعاطف مع المحتاجين يمكن أن يكون أكثر وضوحا وأهمية عندما نشاهد الاهتمام العام بسلال الإفطار التي ينتشر توزيعها في أطراف المملكة هذه الأيام.
هذا يذكرني ببنوك الطعام التي انتشرت في كثير من دول العالم الغنية، حيث نشاهد الطوابير الطويلة من منتظري الحصول على الأغذية. الأكيد أن حكومة المملكة قدمت مبالغ كبيرة لتعويض من تأثروا بالأزمة القائمة، من خلال عدد من الصناديق والتطبيقات المهمة التي تجاوز ما خصص لها 200 مليار ريال، كما أن هناك جمعيات خيرية ونشاطا غير مسبوق من أهل الخير وأغلب المواطنين للتفاعل، ويختص شهر رمضان بذلك أكثر من بقية الشهور.
على أن الخير الذي يمكن أن ننشره بيننا في هذا الوقت - بالذات - يذكرنا بمزايا يمكن استخلاصها من هذه التجربة لا تقف عند هذا الحد، فهناك انخفاض كبير في أعداد الحوادث وانخفاض أكبر في مستويات التلوث التي تعيشها أغلب دول العالم، وإدراك متزامن لأهمية الصحة والعاملين في هذا القطاع المهم، إضافة إلى تأكيده التعاليم الإسلامية التي تؤسس طرق التعامل مع الأوبئة، وهو ما انتشر ذكره وركز عليه الإعلام الغربي.
إنشرها