Author

العودة إلى حضن الوطن

|
أسرتني دموع الرجل المسن الذي لم يستطع أن يتمالك نفسه وهو يدخل مطار الملك خالد في الرياض مهللا وداعيا لهذه البلاد وقيادتها. هذا الرجل عبر عن مشاعر أعداد هائلة من أبناء الوطن الذين عملت سفارات المملكة في كل دول العالم على استعادتهم بشكل منظم، إنفاذا للأوامر الصريحة والحريصة التي وجه بها خادم الحرمين الشريفين.
لعل هذا الأمر يربط بتصريحات سفراء عدة دول وهم ينادون ببقاء مواطنيهم في المملكة، لما رأوه من تنظيم واهتمام ووفرة في الخدمات والمواد، وقبل هذا ما أمر به خادم الحرمين الشريفين من علاج جميع من يعيشون على أرض المملكة، بغض النظر عن وضعهم النظامي. هذا كله يوصل الرسائل المهمة التي لن تستطيع أي وسيلة إعلامية أو إعلانية أن تحققها، بل إنني لاحظت أن هناك كما كبيرا من الإعجاب والتقدير لهذه الجهود من قبل أشخاص خارج المملكة بعد متابعتهم هذه العملية الجبارة.
الواقع يؤكد أن هناك جهودا لا تكل ولا تمل في سبيل المواجهة السليمة والعلمية لهذا الوباء، فهناك أبطال الصحة الذين لا يتوقفون عن العمل للساعات الطوال في جهود منظمة ومستمرة، تهدف إلى الكشف على كل المواقع والأشخاص وتحقيق معلومة واضحة عن حجم انتشار المرض وطرق التعامل معه، وهم بتواصلهم مع المنظمات الدولية يحققون للمملكة سبقا تاريخيا يعترف به البعيد قبل القريب.
نأتي إلى مجال آخر وهو العدد الكبير من المختصين السعوديين الذين يقودون عمليات المكافحة والمواجهة في دول العالم المتقدم، هؤلاء يمثلون وطنهم ويؤكدون المفهوم المعلوم عن المملكة وإنسانيتها التي تنتشر في مختلف دول العالم المحتاج، وتتقدم اليوم لتخدم دول العالم المتقدم، كأبرز مثال على حماس ونشاط ومهنية أبناء المملكة والعلم الذي اكتسبوه في بلادهم ثم خارجها، وهم نتاج برامج الدولة في الابتعاث والتدريب.. وهذا مجال يطول الحديث فيه.
الأكيد أن عودة أبناء الوطن تمثل الصورة الأنصع للعناية، ومشاهدة هذه الأعداد الكبيرة من الراغبين في العودة بعد أن قارنوا بين ما هو متوافر في الدول التي يوجدون فيها ووطنهم، يؤكد أن حضن الوطن هو الملجأ الأدفأ مهما ابتعد الأبناء وحملتهم الأعمال والرغبات، فقلوبهم تبقى معلقة بوطنهم ويسيطر العقل في النهاية على كل العواطف ليجتمع معها في أهمية الوطن وحضنه الدافئ.
إنشرها