Author

مبادرات وطنية

|
... وكما نقول دوما إن في عطف المآسي تظهر المعادن الأصيلة، ويبرز الانتماء الحقيقي، ويتنافس الأشراف من أبناء الوطن في تقديم كل ما يملكون وأكثر مما يملكون للوطن. جائحة "كوفيد - 19" أكدت هذه القيمة التي اعتقد كثيرون أنها خاصة بزمن معين أو فئة سنية محددة، لنكتشف أن الشباب يتدافعون على العمل الخيري. يوصلون الأدوية إلى المحتاجين، ويعينون كبار السن في مواجهة مصاعب الحياة، ويتقدمون للعمل التطوعي بأعداد تبهر كل من يشاهدها.
من المعطيات ما نشاهده من تعاون مستمر بين الجهات الحكومية في مواجهة خطر هذا الوباء، والتقليل من آثاره على المواطنين، وهذا الأمر متوقع ومنطقي ولا يمكن توقع غيره. إلا أننا نشاهد في الفترة الأخيرة كثيرا من المبادرات الوطنية الشخصية، التي يبادر بها رجال الأعمال والمؤسسات الوطنية وهذا الأمر يتجاوز كل التوقعات في الوقت الحالي. فمن رجل تبرع بمستشفاه الذي كان جاهزا للتشغيل في منطقة حائل لوزارة الصحة، بل إنه استعد لنقل جميع أجهزة المستشفى إلى أي موقع يتبع الوزارة وفي أي منطقة من وطننا، إلى شركة عائلية تبرعت ببناء مستشفى متنقل بسعة 100 سرير في المدينة المنورة.
هناك من عرض منزله أو الفندق الذي يملكه أو الاستراحة التي يستثمرها أو قاعة الأفراح، كل هؤلاء يمثلون جزءا محدودا مما يمكن أن نشاهده من أبناء الوطن، ولعل الوزارة بفريقها المسؤول عن الأزمة تقدم لنا تقريرا عن كل المبادرات والمساهمات التي مرت بها وهي تمارس مهمتها الوطنية. ذلك أن أغلب المبادرات لا ترى النور ولا يطلع عليها الإعلام بحكم رغبة مقدميها في إخفاء ما يقدمونه لكسب مزيد الأجر من الله - عز وجل.
ثم إن هناك مبادرات مهمة تنفذها جمعيات خيرية وأصحاب أعمال وسكان في مختلف الأحياء، هدفها تقديم المواد الغذائية والمستلزمات المهمة للأسر المحتاجة خلال الفترة المقبلة، خصوصا أن شهر رمضان المبارك على الأبواب، وهذا يستدعي تنظيم العمل وتقنينه بحيث تتحقق الأهداف من كل عمل خيري.
هنا يأتي دور وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في أخذ المبادرة لتقنين كل الأعمال القادمة، من إطعام وإسكان وتقديم أجهزة ومواد لتستفيد منها الأسر المحتاجة بالشكل الذي يحقق الفوائد التي يبحث عنها كل من يتقدم بمثل هذه المبادرات، وبما يحمي الوطن ويضمن استمرار التعامل السليم مع الأزمة.
إنشرها