كاميرات الهواتف الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي تسيطر على السوق وتهدد الكاميرات الاحترافية
بعدما سحبت كاميرات الهواتف الذكية البساط من تحت الكاميرات الاحترافية وتفوقت عليها بشكل واضح من حيث الجودة والإمكانات، ها هي الآن تنتقل إلى مرحلة أخرى تنافس فيها الكاميرات الاحترافية، معززة بتقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقات معالجة الصور ومشاركتها بطريقة سهلة على مواقع التواصل الاجتماعي.
واستطاعت كاميرات الهواتف الذكية أن تحقق تطورا واضحا خلال الأعوام الماضية؛ ما جعل الآراء حولها تختلف فيما إذا كانت ستحل مكان الكاميرات الاحترافية. ومع هذا التطور، خصوصا بعد دخول الذكاء الاصطناعي واعتماد الهواتف الذكية عليه، يرى كثيرون أن كاميرات الهواتف الذكية باتت قادرة على التقاط الصور بالجودة ذاتها التي تلتقطها الكاميرا الاحترافية؛ إن لم تتجاوزها، ليس من حيث الجودة فقط؛ بل حتى التصوير في الظروف المختلفة؛ كالإضاءة المنخفضة والتصوير تحت الماء وسهولة الحمل في ظل عدم الحاجة إلى عدسات وملحقات وإمكانية التنقل بها، حتى عمر البطارية الطويل.
مبيعات الكاميرات الاحترافية مقابل الهواتفبلغت مبيعات الكاميرات الاحترافية ذروتها عام 2010 بأكثر من 120 مليون وحدة مبيعة، بحسب إحصائيات رابطة منتجات الكاميرات والتصوير CIPA، وتراجعت تلك المبيعات بالتدريج مع تطور الهواتف الذكية ونتائج التصوير المرضية للناس بشكل كبير، وقالت الرابطة إن عدد الكاميرات الاحترافية التي تم بيعها في 2018 وصل إلى 19.4 مليون وحدة فقط، رغم ذلك يحتاج المصورون المحترفون تلك الكاميرات الاحترافية لأغراض التصوير الإعلامي والتجاري لإخراج صور فائقة الجودة، إضافة إلى تلك المعدات والعدسات الكبيرة باهظة الثمن، ولكن الجميع اليوم يحمل في جيبه هاتفا ذكيا بكاميرا متطورة ولم يعد هناك سبب يدعوه لاقتناء كاميرا احترافية بتلك الأسعار المرتفعة لمجرد حفظ الذكريات والتقاط اللحظات الجميلة.
أداء الهواتف والاستغناء عن الكاميرات الاحترافية
يرى محللون أن مصنعي الهواتف بدأوا يعيدون رسم خريطة الهواتف الذكية بسرعة التطوير والمزايا الخارقة والأسعار المنافسة، التي قد لا يتمكن مصنوعو الكاميرات الاحترافية المنافسون من مجاراتها، فقد أطلقت شركات الهواتف الذكية أخيرا مجموعة من الهواتف التي لها القدرة على التقاط صور تضاهي الكاميرات الاحترافية ومنها "هواوي" التي أطلقت الأسبوع الماضي سلسلة هواتف بي 40 التي تتميز بجودة الكاميرا والتصوير إلى جانب الأداء المتقدم.
ويتميز الهاتف مقارنة بالكاميرات الاحترافية بعديد من الأمور، منها الانتشار الواسع والأسعار المعقولة، حيث يمكن عد الهاتف الذكي حاجة شخصية في عصرنا اليوم، فقد تجاوز عدد الهواتف الذكية اليوم عدد سكان الكرة الأرضية، والجميع يملك هاتفا ذكيا واحدا على الأقل، إلا أن الأمر ليس مشابها عند الحديث عن الكاميرات الاحترافية التي لا تزال حكرا على المصورين المحترفين أو هواة التصوير الذين لا يمكن مقارنة عددهم بعدد سكان الكوكب. إضافة إلى ما سبق، فشراء أحدث هاتف في العالم قد يتطلب دفع مبلغ يصل إلى ألف دولار تقريبا، ولكن شراء كاميرا احترافية متطورة مع كامل ملحقاتها وعدساتها قد يتطلب أضعاف ذلك المبلغ. ولم تقتصر مزايا الهواتف على الكاميرات وحدها؛ بل حتى إنجاز الأعمال في أي وقت وأي مكان بسرعة وسهولة وذلك بالاعتماد على إمكانات شبكة الجيل الخامس بفضل معالج كيرين 990 بقدرة الجيل الخامس، وميزة Wi-Fi 6 Plus على الهاتف التي ستسهل الحصول على تجربة شبكة سريعة تكون مفيدة في التعامل مع مهام متعددة معا.
التصوير الليلي والذكاء الاصطناعي
إلى جانب حجم الشاشة الكبير وسعة البطارية الفائقة التي تبلغ 4200 مللي أمبير في الساعة، يرتقي الهاتف بكاميرا Ultra Vision Leica Quad بدقة 50 ميجا بكسل ومستشعر "هواوي" الترا الذي يمكنه التقاط مزيد من الضوء في ظروف التصوير الليلي، كما يتميز بكاميرا بعدسة تصوير عريضة جدا بدقة 40 ميجا بكسل لتسجيل مقاطع فيديو بجودة 4K وكاميرا ToF للحصول على تأثيرات بوكيه جميلة، في حين أن تقريب الفائق 50 ضعفا، مع إمكانات التكبير والتصغير، إضافة إلى التقريب البصري والرقمي. كما يدعم المعالج الخاص والمدعوم بالذكاء الاصطناعي ميزة اختيار أفضل لقطة باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي لاختيار المواقف والتعبيرات التي تبدو جيدة وتحديد الإطارات الثلاثة الأولى من الصورة المتحركة. إضافة إلى ذلك، ستقوم AI Remove Passerby و AI Remove Reflection بإزالة أي شخص يقوم بإفساد الصورة، علاوة على ذلك تزيل الوهج غير المرغوب فيه.