Author

تصريحات حول «كوفيد - 19»

|

 أنتجت شبكات التواصل مقاطع لأسباب ظهور وباء "كوفيد - 19" تتجاوز الـ100 "لو فصلنا فيها". ثم جاءت وسائل مقاومة المرض على القنوات ووسائل التواصل، حيث قدم كل من يعلم ومن لا يعلم الحلول التي تضمن قتل الوباء وحماية المجتمع منه، ثم ظهرت الأدوية التي ادعى كشفها مئات المنجمين والمفوهين والمشاركين في البرامج الإعلامية ومقاطع اليوتيوب.

يندر أن تجد توافقا بين أكثر من شخص فيما يتعلق بالتوقعات حول أي من الأمور التي تهم الناس مع انتشار الوباء، الذي اجتاح العالم، وسيطر على كل شيء خلال فترة لم تتجاوز شهرين. بل إنك تجد المخاوف تتجدد من ظهور وباء ثان قادم من المنطقة نفسها التي نشأ فيها فيروس "كوفيد – 19" في البداية.
يقع الناس اليوم تحت تأثير الإعلام والإعلام المضاد والإثارة التي يبحث عنها من يستغلون وسائل إيصال الصوت والصورة للآخرين، وأهمها وأكثرها تأثيرا اليوم وسائل التواصل الاجتماعي، وبحكم اختلاف الثقافات والمفاهيم والخوف الذي يسيطر على الأفراد والمجتمعات بشكل تجاوز قدرة من يحاولون التهوين من آثار وأفعال هذا الوباء، تبقى الرؤية غير واضحة.
الإشكالية التي يعانيها الجميع تنبع من عدم المعرفة وكلما انخفض مستوى الإحاطة بالشيء، أصبح الناس فريسة الإشاعات والتأويلات، ومن ذلك أن هناك من اعتلوا سلم الشهرة بالتخمين والاعتماد على القبول الاجتماعي واللفظي، بما يجعل أغلبية المتابعين يصدقون أقوالهم ويتبعون نصائحهم. المهم هنا هو أخذ المعلومة من أفواه المتخصصين فقط، وأضيف المتخصصين من أصحاب العلم، وذلك أنني ألاحظ أن هناك استخداما كبيرا لكلمة "لا نعلم" من قبل كبار العلماء وأعضاء فريق إدارة الأزمة في الولايات المتحدة. هذا يعني أنه من قبيل المنطق والعقلانية يجب ألا يتصدى أحد للحكم أو تحديد ما يصح وما لا يصح. هذه دعوة مني ومن كل المتابعين للابتعاد عن حلبة التحدي ومحاولة إبراز الذات في هذا الوقت.
ثم إن البحث في الأحلام وتأويلها انتشر في الفترة الأخيرة وهذا بحد ذاته يفتح بابا جديدا للمعلومات غير الدقيقة، فأبسط التساؤلات تنبع من مفهوم بديهي هو، كيف نصدق معلومة تأتينا من شخص لا نعرفه، ولم يتأكد لدينا صدقه. ثم ما مستوى الروحانية التي يتمتع بها أي من أهل الأرض اليوم ليصبح حلمه مثل "فلق الصبح".           

إنشرها