default Author

مدافع الرذاذ

|

 استطاع فيروس "كوفيد - 19" تحويل الإنسان المصاب إلى ما يشبه منجنيق يقذف رذاذا ملوثا يتكاثر به ليستقر في مضيف جديد، وسيلته المثلى والسريعة في الانتشار، وزاد الأمر سوءا أن الملامسة لكل شيء يمكن أن تصيب مع استمرار وجوده على مختلف الأسطح. ولم نصل لحد الآن إلى حدود قدرات الفيروس، إذ تم اكتشاف أنه لا يحتاج إلى العطس والكحة للانتقال، وآخر التقارير تقول إنه ينتشر بالتنفس العادي للمصاب، ولأنه يطفو يبقى عالقا في الهواء ساعات.

تتطلب قدرات الفيروس الفتاكة، التي يكتشف كل يوم مزيد منها، وعيا عميقا يقظا مسلحا بإمكانات لا تتوافر لكل الأفراد والمجموعات، ففي دول منها المملكة ودول الخليج، تنتشر العمالة النظامية وغير النظامية، وهناك اختلاف بين أوضاع هذه وتلك، إلا أن المعروف عن الأخيرة، البحث عن التكلفة المنخفضة في السكن والمعيشة، وهو ما جعل من بعض أحياء وعشوائيات مقرا للكثير من هذه العمالة وإذا أضيف لهم المتسللين والهاربين من أعمالهم والمخالفين لقوانين الإقامة، ومن تخلفوا عن المغادرة بعد انتهاء مدة زيارتهم يمكن تقدير حجم المهمة الضخمة والحساسة حجما ونوعا على الأجهزة الحكومية في هذه الدول لمكافحة تفشي الفيروس.
 فهل نرى في هذه الجائحة "ضارة نافعة" فرصة لإصلاح وحسم هذه الملفات المؤرقة في دول مجلس التعاون الخليجي.
****
انسجاما مع جهود قيادتنا الرشيدة في تحمل الأعباء والدعم غير المحدود لمختلف القطاعات والتخفيف على المواطن والمقيم في ظل هذه الظروف العالمية الصعبة، أدعو الإخوة المواطنين والمقيمين إلى عدم التأخر في سداد فواتير المياه والكهرباء، فهذه الشركات التي تضطلع بتقديم أهم الخدمات، بحاجة إلى السيولة النقدية، والتأخير في السداد سيؤثر سلبا في خدماتها، ومن واجبنا الحرص على استدامة أعمالها ورفع معنويات العاملين فيها والوفاء بالحقوق. بل إنني أقترح على القادرين من المواطنين والمقيمين دفع قيمة فاتورة شهر أو شهرين مقبلين كرصيد محفوظ للعميل لاستهلاكه المستقبلي ومفيد جدا لإدارة أعمال هذه الشركات الحيوية.           

إنشرها