Author

التعليم عن بعد

|

أتت الأزمة الحالية لتعيد التذكير بمفهوم التعليم عن بعد، الذي كان شعارا تبنته الوزارة فترة، لكنها لم تطبقه سابقا، وقد أوجد قرار تعليق الدراسة عديدا من التساؤلات المهمة.


تتضارب القرارات وتزيد الإشاعات الأمر سوءا ونحن نتحدث عن فلذات الأكباد ومستقبلهم الدراسي. القرار بإيقاف الحضور إلى المدارس كان قرارا صحيحا وضروريا في ظل الوضع القائم حاليا، كما أنه ينبه لضرورة التخطيط للأسوأ "الطوارئ"، وهذا ما كان يجب أن نحاول أن نتبعه في الأعوام الماضية.


تحدثنا كثيرا عن المدارس البعيدة عن الحواضر السكانية، وكيفية إيصال العلم والمعرفة للأطفال في مواقع لا يوجد فيها عدد كاف، يبرر فتح المدارس، وكانت تلك أفضل الفرص لتجربة التعليم عن بعد وتكوين منظومة داخل الوزارة للاهتمام به. ليس الحديث عن التوفير المالي بالأمر المهم، عندما نتحدث عن نشر المعرفة في مواقع لا تستطيع الوزارة أن تصل إليها أو تواجه صعوبات كبيرة في إيصال المعرفة إليها. تلكم الفرصة لا تزال سانحة اليوم من خلال تطوير منظومة "التعليم عن بعد"، وإمكانية التعلم من هذه الأزمة للتحضير للمستقبل وفهم ما نحتاج إليه لتطبيق منظومة متطورة للتعليم عن بعد.


أتحدث عن المناهج وتوزيعها، عن توفير وسائل الاتصالات من قبل الشركات العاملة في القطاع، واستخدام أحدث الأجهزة والتقنيات، التي تعين على إنشاء منظومة فاعلة وقادرة على الوفاء بالتزامات الوزارة أمام المواطن. يأتي في المقام التالي، ضمان دخول كل أبناء وبنات المواطنين في منظومة التعليم، وهو أمر له أهمية خاصة، ويسمح بالتوزيع الجغرافي المنطقي للسكان، ما دام العلم متوافرا في كل مكان.


إلغاء وعثاء السفر، التي يعاني منها أغلب المعلمين والمعلمات، وهم يتجهون للعمل في المناطق النائية، التي لا تتوافر فيها البنية التحتية من الطرق والمنشآت، وهذا في حد ذاته أمر مهم جدا عندما نعلم أنه يمكن تفادي المخاطر الأخرى المتعلقة بأمر كهذا ومنها، حوادث الطرق، هذا الإلغاء ممكن من خلال توفير منظومة متقدمة للتعليم عن بعد. أمر أرجو أن يحظى باهتمام الوزير وكل معاونيه في مرحلة ما بعد "كورونا" بحول الله تعالى.

إنشرها