الفيروس يعيد المشردين إلى شوارع هونج كونج المكتظة بأصحاب المليارات

الفيروس يعيد المشردين إلى شوارع هونج كونج المكتظة بأصحاب المليارات
ارتفاع عدد المشرّدين في هونج كونج 20 في المائة منذ بداية تفشّي كورونا.

عاد لونج بيج كون مجددا إلى الشارع بسبب فيروس كورونا، فهو من المشردين الذين يطلق عليهم "مشردو ماكدونالدز" في هونج كونج، إذ كانوا يمضون لياليهم في متاجر هذه السلسلة الأمريكية التي تبقى مفتوحة على مدار الساعة.
وبحسب "الفرنسية"، فإنه في هذه المستعمرة البريطانية السابقة، تحملت سلسلة محال الوجبات السريعة لفترات طويلة هذه الظاهرة التي تزداد بروزا خلال فترة الصيف عندما تختنق المدينة تحت وطأة الحرارة المرتفعة والرطوبة.
لكن مع بداية الأسبوع، أعلنت الشركة صاحبة امتياز فروع "ماكدونالدز" في البلاد أنها ستغلق كل مطاعمها في هونج كونج بدءا من السادسة مساء، ولن تقوم سوى بخدمة التوصيل، للحد من التجمعات.
ويقول لونج بينج كون "37 عاما"، وهو مشرد فقد بصره من حي شام شو بو، أحد أفقر أحياء المدينة، "سمعت الخبر وأدركت أن الأمر سيكون صعبا بالنسبة إلي"، لكنه يظهر تفهما بالقول "يجب أن يفكروا أيضا في شركتهم".
ورغم الازدهار الكبير الذي شهدته، فإن هونج كونج تعد واحدة من أكثر مدن العالم تفاوتا وانعداما في المساواة.
فمن جهة يتركز فيها أصحاب المليارات ومن جهة أخرى تعاني نقصا حادا وخطيرا في المساكن، بحيث ترتفع قيمة الإيجارات ويتكدس جزء كبير من السكان في شقق ضيقة.
ويقول لونج "إنه فقد وظيفته في شركة لوجستيات قبل أربعة أعوام بعدما فقد بصره، هو يملك سقفا لكن على الورق فقط، ففي مقابل 1900 دولار هونج كونجي "220 يورو" في الشهر، يستأجر غرفة من دون نوافذ تقل مساحتها عن أربعة أمتار مربعة تحت الدرج، وهي تفتقد إلى مرحاض ولا تضم سوى فراش، ومن دون قفل فعلي.
وكان مطعم ماكدونالدز يسمح له بتناول بعض الطعام والاغتسال ومقابلة الناس.
وفي انتظار التمكن من تمضية لياليه مجددا هناك، يفضل لونج البقاء في الشارع حيث مكان إقامته الصغير، ويقول "ماكدونالدز" كان مكانا آمنا بالنسبة إلي".
ووفقا للإحصاءات الرسمية، بلغ عدد المشردين في هونج كونج نحو 1300 شخص في نهاية عام 2018، وهو ضعف العدد المسجل في عام 2011.
ومع ذلك، يشير المتخصصون إلى أن هذه الأرقام هي أقل من الواقع نظرا إلى عدد الأشخاص الذين يحصلون على مأوى لكن بشكل غير دائم وهم غير ملحوظين في التعداد، فضلا عن المجموعات التي تعيش في مساكن دون المستوى المطلوب.