«كوفيد - 19» يحشر البشرية

 أول ما ظهر فيروس "كورونا" المستجد في الصين تم التخفيف من ضرره بالتأكيد على النسبة البسيطة للوفيات التي قد يحدثها مقارنة بغيره من الأمراض، وتراخت منظمة الصحة العالمية في الاستجابة الجادة لهذا الوباء، كما لم ينظر إلى قدرته السريعة على الانتشار أو كمونه داخل شخص مصاب دون ظهور أعراض عليه. وهذه أبرز قدراته الخطرة، فالمصاب يمارس حياته العادية ويسافر دون أن يعلم أنه ينشر "الفيروس" في كل مكان يرتاده، وهذه القدرات لم تكتشف من البداية - فيما يبدو - مع اتهامات سياسية من أمريكا للصين بعدم الشفافية وكثير من النظريات حول منشأ "الفيروس" وهل هو مختبري أم طبيعي؟

بعيدا عن التجاذبات السياسية، مثلت سرعة الاستجابة أهم عنصر فقده العالم لمصلحة الوباء، فكان الانتشار المدمر لـ"الفيروس"؛ ما يدفع إلى إعادة النظر في الاعتماد على المنظمات الدولية، مثل منظمة الصحة العالمية، أو لأكون أكثر دقة، عدم الاعتماد الرئيس عليها في التحذير من الأوبئة في الوقت المناسب. بالنسبة إلى السعودية، لديها تجربة صعبة مع ما أطلق عليه إنفلونزا الخنازير، حيث عايشنا مثل هذه التجربة، وإن كانت على نطاق أقل حدة مع وفيات أكثر من "كوفيد - 19". هذه التجربة يفترض أنها أعطت للاستعداد الصحي الاحترازي السعودي لمواجهة "كورونا" المستجد ميزة عن غيرها من دول لم تتعرض لمثل هذه التجارب.
سباق محموم بين فيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19" والعالم أجمع، حيث يجاهد العلماء لإيجاد لقاح وعلاج، وقد يتم الخروج عن الإجراءات الطويلة لاعتماد لقاح أو علاج، بسبب الأوضاع الصعبة والضغوط الشديدة على النظام الصحي في كل بلد. وبقدر أهمية إيجاد لقاح  لتحصين من لم يصب وعلاج لمداواة من أصيب، هناك ما هو أهم أو بدرجة الأهمية نفسها، كما يقول المختصون، حيث لا توجد حتى الآن طريقة سهلة ورخيصة في المتناول للاختبار والتأكد المنزلي من الإصابة بهذا "الفيروس" للشخص، كما يتم في حال مرض السكري أو حالات الحمل، وهذا ما يزيد الضغوط على المستشفيات وأقسام الطوارئ المشغولة أصلا، وهو أيضا سلاح لـ"الفيروس"، والحل الوحيد إلى أن يتم إيجاد لقاح وعلاج هو العزلة، والتباعد بين أفراد المجتمع مهما صغر عدد أفراد المجموعات، والتخلص من كثير من العادات السابقة، وعدم إقامة المناسبات العائلية وعدم حضورها، وبالتأكيد الابتعاد عن كل التجمعات مع ما في ذلك من صعوبة مقابل احتياجات الإنسان الضعيف الذي يدرك الآن مقدار ضعفه.           

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي