التذاكي في الأيام الصعبة
قبل "كورونا" من الحقيقة القول إننا مسرفون في المصافحة والتقبيل في كل مناسبة. عادة متجذرة لها سلومها، ولذلك كان من الصعب لدى كثير منا التوقف عنها، رغم أن التوقف لمصلحته ومصلحة من يصافح ويقدر. فيروس كورونا يؤسس عادات قسرية جديدة فرضتها الضرورة، إضافة إلى عدم التلامس والابتعاد مسافة كافية لا تقل عن مترين بين كل فرد وآخر، حتى لو لم تكن مصابا ولم يكن الآخر كذلك، فالاحتراز يتطلب الحيطة، مع أن تأكد الإصابة من عدمها لا يمكن إلا بفحوص يجريها مختصون. "حب الخشوم"، و"يمناك"، كلها صارت من الماضي ولو مؤقتا والاستهتار بها كارثة تصيب الجميع. الالتزام بالتباعد الاجتماعي وعدم حضور المناسبات والتخالط، دليل الوعي والتحضر والحرص على النفس والحياة. كل أجهزة وموارد الدولة مسخرة لتوفير الأمور المعيشية للمواطن والمقيم، ولمكافحة فيروس كورونا، ويكفي أن يصرح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وأدام عليه الصحة والعافية، بشفافية أن العالم يعيش أياما صعبة. ونحن جزء من هذا العالم نتأثر به ونؤثر فيه.
****
ابتلينا بأفراد امتهنوا عكس السير بحثا عن الشهرة وتم دعمهم من سذج ومن في حكمهم بالمتابعة فضولا أو تشجيعا، بزعم البحث عن المضحك والمثير والمستغرب ونقله لإضحاك الآخرين دون اهتمام بتوابعه السلبية المتناثرة مثل الرذاذ أهم وسيلة لتفشي فيروس كورونا.
وبعد أن ينشروا مقاطعهم المسيئة لتصبح جائحة إعلامية تحدث ضررا بالغا في وسائل التواصل، ينالهم اللوم والتقريع من الناس يبادرون إلى مراكمة "الإنجاز" بمقطع جديد يحمل الأسف الشديد أو يحمل الآخرين سوء الفهم، فمقصدهم غالبا "المزاح" و"تونيس" قلوب البشر، وهذا عذر أقبح من ذنب.
إن ضبط وإيقاف أمثال هؤلاء أمر بالغ الأهمية، لكن مع حوادث سابقة تم فيها الإيقاف والغرامات حتى السجن لم يتحقق ردع محسوب صارم، يمنع آخرين من الانضمام إلى فرقة البحث عن الشهرة بأي وسيلة، ولكون الهدف "الأساس" لهؤلاء المستهترين هو مزيد من الشهرة والوصول إلى منصة "الأكثر تأثيرا" التي ابتلينا بها، فإنه من المفيد للعلاج إضافة رادع يتم من خلاله منع من ثبت بحقه مثل هذه الممارسات من فتح حسابات في جميع وسائل التواصل، وإيقاف ما له منها لخمسة أعوام على الأقل أو إلغائها نهائيا.