«كورونا»
فيروس صغير لا يرى بالعين المجردة، أرعب العالم بأسره وقلب موازين عديدة ودفع بمعظم الدول إلى اتخاذ بروتوكولات جديدة لم تتخذها حتى في الحروب، ورغم تقدم العلم الهائل في هذا العصر واعتزاز العقل البشري بمنجزاته المذهلة، إلا أنه وقف عاجزا أمام هجوم هذا الفيروس الصغير. دولة عظمى مثل الصين أوشكت على قيادة العالم اقتصاديا أعلنت أنها تواجه حربا شرسة أمام فيروس كورونا، ولا سلاح لديها غير الكمامات والعزل الإجباري للمدن، وفي الدول الغربية رأينا أغلب الشعوب تتهافت على الأرفف التجارية في المحال، "لتعبئ" مخازنها من المواد الاستهلاكية وتختار العزل الإجباري الذي يحميها من الاختلاط المباشر بالآخرين، خوفا من الإصابة بهذا المرض السريع العدوى، ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد فقد قرأنا عن ارتفاع أرباح "نتفليكس"، نتيجة إقبال الناس على الاشتراك فيها لرؤية الأفلام في بيوتهم، كما يقال إن أسهم القراءة قد ارتفعت نتيجة قراءة الكتب واستغلال الناس للساعات الطويلة في بيوتهم، كما قامت عديد من الدول بتعليق الدراسة، سواء في مدارسها أو جامعاتها والاستعاضة بذلك، إما عن طريق التعليم من بعد، وإما الاعتماد على نتيجة الفصل الدراسي السابق لإنهاء العام الدراسي. ولأن المملكة مثلها مثل باقي الدول في العالم من حقها أن تختار الإجراءات الاحترازية التي تمكنها من محاصرة هذا المرض، فقد اتخذت عديدا من الإجراءات الحكيمة التي يجب أن تترافق بالدعم والمساندة، وشئنا أم أبينا فعلينا الاعتراف بأن مشاهير السناب من "الحمقى" أو العقلاء هم الحلقة الأكثر تأثيرا في زماننا هذا، ولذلك يقع على عواتقهم واجب وطني عظيم، يجب أن يؤدوه تجاه وطن عظيم اغترفوا من خيراته و"إعلاناته" ما جعلهم يعيشون في ثراء يغبطهم عليه العامة، وقد حان الأوان أن يخرجوا زكاة شهرتهم من خلال دعم هذه الإجراءات الاحترازية، التي يقوم بها وطننا الغالي، فكثير من المراهقين والأجيال الناشئة يتابعونهم وتأثيرهم عميق فيهم، لذا يجب أن يقوموا بدورهم في نشر التوعية تجاه هذا المرض، فالوطنية ليست اسما نتشدق به في تلك الأوقات الطيبة، بل هي اختبار حقيقي علينا أن ننجح فيه بامتياز في الأوقات الصعبة.
# وخزة
عاشق الدراما الذي يضع "شيلات" حزينة على صورة الحرم المكي وهو خال من المعتمرين، أتعجب مما يحاول نشره من أفكار سوداوية وكأن القيامة ستقوم غدا!
والمثير للسخرية أنه آخر شخص قد يعتمر خوفا من الإصابة بـ"كورونا"!