ليتها أخبرتها..
كنت في اجتماع جميل مع بعض الشابات حين اقترحت إحداهن أن نطرح مشكلة يتم اختيارها من البيئة المحيطة بهن على أن تبدي كل واحدة رأيها فيها، حسب نظرتها الشخصية ثم بعد الانتهاء يكون تقييمي لآرائهن وافقت على الاقتراح، إحدى الشابات اختارت أن تخبرنا عن مشكلة "عويصة" حسب وصفها إحدى زميلاتها، تقول "زميلتي نشأت في بيئة مترابطة محبة لبعضها بعضا، كانت والدتها تهتم في الدرجة الأولى بغرس الأخلاقيات والسلوكيات الحسنة في نفوس أبنائها، وكذلك والدهم الذي كان يعمل معلما، نشأت زميلتي مع خمسة أشقاء وشقيقات كانوا مثالا للأبناء، الذين يفخر بهم كل أب وأم، وبحكم أنها كانت الصغرى، فقد استحوذت على دلال الأسرة و"تسليك" بعض الهفوات لها، هذه التنازلات البسيطة بدأت في التضخم حتى أصبحت مطالب ملحة للفتاة ثم أصبحت حقوقا مكتسبة، وحين وصلت للثانوية بدأت في التمرد وكسر بعض قوانين المنزل الصارمة، التي لم تكن فيما سبق مجالا حتى للنقاش، بدأت في رفع صوتها على والديها والتقليل من احترامهما و"تكسير" كلامهما، حاول والداها جاهدين احتواءها تقديرا منهما لمرحلة المراهقة، التي تمر بها، لكن تصرفاتها الاستفزازية تعدت حد المعقول والمقبول، وأصبحت ردود فعلها أكثر عنفا وجنونا، ذات مساء انقلبت الأمور تماما حين اكتشفت الأم أن بعضا من "تحويشة" العمر طارت بسبب تحويل من هاتفها الشخصي والكارثة أن التحويل تم لحساب ابنتها، ولم يكن الأمر يحتاج إلى مزيد من الذكاء، لتعرف بأن ابنتها من قامت بذلك، ولأن الأم مريضة بالضغط فقد كاد ذلك يتسبب لها في كارثة صحية تودي بحياتها لولا لطف الله ثم تبين أن هذه الفتاة واقعة تحت ضغط مبتز كان يستغلها مهددا إياها إما الفضيحة وإما المال، المشكلة حاليا أن الفتاة أدركت بشاعة تصرفاتها، وندمت من قلبها بعد اعترافها لوالدها بكل شيء ومعالجته للأمر، لكن والدتها لا ترغب حتى في التحدث إليها أو النظر لوجهها.
بدأت كل واحدة في إبداء وجهة نظرها، وآخر واحدة قالت جملة واحدة لخصت الأمر "ليتها أخبرتها"!
هل كانت تقصد ليت الأم أخبرت ابنتها أنها ستتقبلها وتقف معها مهما كانت "السقطة" التي وقعت فيها؟
أم تقصد ليت الابنة لجأت لوالدتها وأخبرتها "سقطتها" رغم ارتفاع سقف توقعات أمها!
وأنا أقولها بثقة ليتنا لا نطلب الكمال من أبنائنا!