لا تطلقني
وأنا أقرأ رسالة هذه السيدة تذكرت مقولة لفيكتور هيجو يقول فيها "لا شيء أقوى من القوة سوى الدهاء".
تقول في رسالتها، "منذ كنت صغيرة وأنا أسمع من حولي يقولون "فلانة لفلان" فشعرت بالانتماء لزوجي وأحببته، حين تخرج في الجامعة تزوجنا وعشنا معا رحلة الكفاح والحب وبناء المستقبل، شجعني على إكمال تعليمي الجامعي وحصلت على البكالوريوس، لكني فضلت التفرغ له ولأسرتنا الجميلة التي كانت تكبر يوما بعد يوم، كنت أرقب تدرجه في المناصب بكثير من الفخر والإعجاب. أنجبت خمسة أبناء كانوا بهجة حياتنا، قبل عامين وفي حفل تخرج ابنتي البكر في الثانوية العامة تعرفت على إحدى الأمهات خلال حديثي معها عرفت أنها مطلقة في الـ34 من عمرها وأن ابنتها هي وحيدتها وحكت لي عن ظروفها بالغة السوء، التي مرت فيها، تعاطفت معها ودعوتها إلى زيارتي في بيتي ومن يومها لم نفترق. عددتها مثل أختي وأطلعتها على أدق أسراري الزوجية والمنزلية، لا يكاد يمر يوم دون زيارة أو اتصال. وثقت فيها ثقة عمياء. حدثتها عن الحب الكبير الذي يجمعني بزوجي وعن حنانه واحتوائه وقلبه العاشق، وفي الوقت نفسه كنت أحدث زوجي عن ظروفها وكنت أشعر بالسعادة لتعاطفه معها وحثه الدائم لي على الوقوف معها، تلك المرأة من يراها يعتقد أنها في العشرينيات من شدة اهتمامها بنفسها. انقطعت فجأة عني وانسحبت من حياتي دون أي سبب، في الوقت نفسه لاحظت أن زوجي أصبح شارد الذهن ويتحاشى النظر إلي وكانت صدمة العمر حين ناقشته فاعترف بوجود علاقة تربطه بصديقة عمري التي عددتها أختي وأنه سيتزوجها ثم وضعني أمام الخيار الصعب، إما أن أقبل وإما أن يطلقني. عشت أياما صعبة وانهيارا قاسيا شعرت أن سكين الغدر والخيانة قد أغمدت في قلبي من أعز شخصين في هذا العالم، لكن بحسن ظني بربي استطعت أن أسترد ثقتي بنفسي واتخذت قراري برفضي للطلاق واستعادة زوجي، لم أستسلم مثل بقية الزوجات بل حاربت من أجله ووقفت أمام إعصار الخيانة، كلنا حين نفقد شيئا في هذه الحياة تتولد داخلنا رغبة جامحة في استرداده، فلماذا لا نتعلم كيف نحارب من أجل الزوج لقد استخدمت كل الوسائل الممكنة والمتاحة، وبعد عام كامل أبشرك فزت بزوجي من جديد ورحلت تلك الأخرى.
رسالة عجيبة دفعتني إلى التساؤل لماذا لا تحارب الزوجات المغدور بهن بكل الوسائل الممكنة والمتاحة لاسترداد أزواجهن حين يتم اختطافهم من أحضان أسرهم من قبل "خطافات الرجالة" لماذا يستسلمن ولا يحاربن مثل تلك الزوجة الشجاعة؟