Author

ثوب شتوي

|


راق لي لون ثوب شتوي لأحد أصدقائي، ونوع القماش الذي فصل منه، فعبرت له عن إعجابي به أمام مجموعة من الأصدقاء. شكرني على انطباعي وانتقلنا إلى حوار آخر. بيد أنه لم يجف الحوار عن الثوب.
اتصل علي في اليوم التالي معربا عن امتنان غزير. أمطرني بشكر طويل كأنني منحته شيئا ثمينا وغاليا ينتظره من عقود. انهمر مثنيا على تصرفي، مؤكدا أنه من فرط سعادته بالثوب بعد الإطراء، يود أن يلبسه كل يوم.
صديقي ليس طفلا أو مراهقا، بل رجل في عقده الرابع، ولكن أطربه الثناء وأسعده للغاية.
كم نحن بخلاء في الإشادة والإطراء والثناء.
كل يوم يتأكد لي أكثر أن كلا منا، صغارا كنا أو كبارا، نحتاج إلى من يثرينا بتشجيعه ودعمه.
ليس هناك من أحد لا يحتاج إلى كلمات التشجيع والثناء. الكل بحاجة ماسة إليها. أذكر أن المذيعة الأمريكية الشهيرة "أوبرا وينفري" أشارت في مقابلة تلفزيونية معها إلى أن معظم المشاهير الذين استضافتهم فور أن تنتهي المقابلة يلتفتون نحوها ويقولون لها: كيف كان أداؤنا؟
سواء كانوا زعماء دول أو رياضيين كبارا أو نجوما في المجالات كافة .
الكل يتلهف وينتظر كلمة تسنده وتسعده وتلهمه وتحسن مزاجه.
لن تخسر شيئا عندما تشيد وتمدح، وإنما ستكسب. ستنال نشوة وبهجة وامتنانا.
الكلمة الطيبة بذرة تثمر وترتفع وتصعد، فتفتح لها أبواب السماء، قال تعالى: "إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ".
بالكلمة الطيبة نحتل قلوبا قد تيبست مع مر السنين، ونخترق أعماقها، ونفتح أبواب الخير والسعادة.
عبر بحب وسعادة ولا تتردد في الإشادة.
لا تؤجل الكلمة الحلوة، فهي كالطعام، يصبح أشهى عندما يكون طازجا وساخنا.
لم أندم على أي كلمة طيبة خرجت من لساني، ولكن ندمت على كلمات إيجابية أرجأتها إثر تفكير وتغيير.
حياتنا مليئة بالمنغصات الظاهرة والباطنة، ونحتاج إلى لحظات تبهجنا وتضيء أوقاتنا المظلمة.
لا تستهين بكلمة صغيرة قصيرة، فالأثر الذي تشكله وتجسده عميق وهائل.
ابدأ الآن وليس غدا. ستجد حولك كثيرين ممن يستحقون ثناءك وإعجابك ولطفك.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها