تساؤلات حول نتائج البورد السعودي "2 من 2"

استكمالا لحديثنا الأسبوع الماضي، نعود إلى تشخيص الوضع والحلول المقترحة، وسأركز حديثي هنا على تخصص الأمراض الجلدية كمثال للبرامج الأخرى. تكرار مثل هذه النتائج في هذا التخصص يطرح عديدا من التساؤلات حول أسباب حدوثها، ونبدأ باختيار المتدربين، الذي في نظري هو من أفضل البرامج من هذه الناحية، حيث يتم اختيار الأفضل من بين كليات المملكة بحكم التنافسية العالية. نأتي الآن إلى الخطوة الأهم وهي مراكز التدريب الموزعة على مناطق المملكة المختلفة، هذه المراكز تتفاوت مستوياتها بشكل كبير من عدة نواح، منها التجهيزات وعدد المرضى وكفاءة المدربين، حيث تُعتمد من قبل الهيئة السعودية للتخصصات الصحية بشكل دوري. في تخصص الجلدية اعتُمد التدريب المشترك في أغلب البرامج، حيث يتنقل المتدربون بين المراكز المختلفة خلال أعوام التدريب، وهذا في اعتقادي هو الخطأ الأكبر الذي أثر في التدريب بشكل كبير؛ فعند جلوس المتدرب للامتحان في نهاية التدريب لا يمكن معرفة الخلل عندما يخفق المتدرب في الامتحان، لكن على الجانب الآخر لو كانت البرامج منفصلة فإنه سيتم تحديد الخلل بصورة أسهل، ويمكن بالتالي سن نظام بإيقاف القبول في البرامج المرتفعة الرسوب حتى تقوم بتطوير برامجها، وعندها تخضع لتقييم التدريب مرة أخرى. أما الخطوة الأخيرة -وهي لا تقل أهمية عن سابقاتها- فهي إعداد الامتحانات الدورية والنهائية. حسب اطلاعي إن القائمين عليها يقومون بجهود كبيرة في إعداد الامتحانات الكتابية والشفوية، لكن مع نسب الرسوب العالية لا بد من مراجعة طريقة الإعداد ومستوى الصعوبة، فنسب الرسوب العالية تستدعي إعادة النظر وتقييمها من قبل جهة محايدة لمعرفة مكمن الخلل. كم أتمنى أن تأخذ الهيئة السعودية هذا الموضوع بجدية أكبر، ولو وصل الحد إلى إيقاف القبول عاما أو عامين، حتى يتم تعديل هذا الوضع، فهذه النتائج لا يمكن قبولها في أي برنامج حول العالم، لأنها أقل ما يقال عنها إنها كارثية، وتدعو إلى القلق والمراجعة العاجلة.

* استشاري امراض الجلدية والتجميل

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي