نظام تسوية المدفوعات النقدية

يشرف مارك بيلي، بصفته مديرا عاما للبنك المركزي الأوروبي المختص بالبنية التحتية للسوق والمدفوعات على مبادرة "المنطقة الموحدة للمدفوعات الأوروبية" ومبادرات تكامل أخرى على مستوى القارة مثل TARGET2 وهو نظام تسوية المدفوعات النقدية في منطقة اليورو، وT2S، وهو النظام المكافئ للأوراق المالية.
ويتابع تطورات "بلوكتشين" باهتمام، لكنه لم يتأثر ببعض الوعود، مثل اختصار وقت التسوية. ويقول بيلي: "لا يوجد في التكنولوجيا الحالية ما يمنع التسوية الفورية. والمشكلة تكمن في هيكل الأسواق. فإذا رغب مدير صندوق في ميامي أن يستثمر في فرانكفورت، سيكون هناك عديد من النواحي القانونية والجوانب التي تتعلق بالتشغيل والضريبة، والاعتبارات المالية التي تؤخذ في الحسبان، وقد يفضل العمل مع وسطاء لتوفير هذه الخبرات عبر الحدود بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي / ألمانيا".
إنه لا يستبعد احتمال تطور "بلوكتشين" أو تكنولوجيا مشابهة لدفاتر الحسابات الرقمية الموزعة لتصبح مفيدة في البنوك المركزية، رغم أوجه القصور التي تشوبها في الوقت الراهن، والتوتر في المفاهيم بين دفاتر الحسابات الموزعة والمركزية. وبينما لا يوجد حقيقة أي تصور في الوقت الحالي لاستخدام "بلوكتشين" عوضا عن نظم التسوية الرئيسة في البنك المركزي الأوروبي، فهو محل دراسة في مواضع معينة لتعزيز دور الأسواق الثانوية في التعامل في مزيد من الأوراق المالية غير المألوفة. ويضيف بيلي: علينا أن نرى ما إذا كانت هذه التكنولوجيا يمكن أن تفيدنا، وإذا كان باستطاعتها أن تساعد على تخفيض التكاليف ووضع نظم أكثر صلابة. لكن علينا أيضا أن نفكر في تأثيرها في الوساطة المالية، وهو دور المصارف والأطراف الأخرى المشاركة في السوق، وكذلك قدرتنا كجهات تنظيمية.
ويتساءل البعض عما إذا كانت "بيتكوين" وتطبيقات "بلوكتشين" الأخرى يمكن أن تؤدي في نهاية الأمر إلى تقويض السياسة النقدية والاستقرار المالي، لكن هناك إجماع في الآراء على عدم وجود مخاطر آنية.
وربما كان الوقت مبكرا للغاية لقول ما إذا كانت "بلوكتشين" هي "الإنترنت المقبل" أو مجرد تطور تدريجي. والطريق إلى سيليكون فالي ممهد بأفكار مبالغ فيها ثبت عدم توافر مقومات بقائها وشركات ثورية لم يعد لها أثر خلال أعوام قليلة، لكن مع هذا كان لها بعض التأثير في بعض الحالات. واستحوذت شركة AOL عام 1999 على متصفح الشبكة "نتسكيب" الذي أنشأه أندريسن مقابل ما يزيد على أربعة مليارات دولار. وفي عام 2015، استحوذت شركة فيرايزن على شركة AOL بالمبلغ نفسه تقريبا، وهي اليوم بالروح نفسها التي كانت عليها في السابق. ومن الممكن أن نفكر في أن "بيتكوين" أو أي تكنولوجيا "بلوكتشين" أخرى يمكن أن تنهار بسبب عيب في التصميم غير معلوم بعد، أو بسب عمل قرصنة مدمر.
ولا تزال "بلوكتشين" في بداياتها. وكما قال بيل جيتس يوما: "نحن دائما نغالي في تقدير التغير الذي سيحدث في العامين المقبلين ونقلل من تقدير التغير الذي سيحدث في الأعوام العشرة المقبلة".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي